نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 339
فقالت : يا سيدي كيف بايمانك وأيماني ؟ ! ! فقال : أحلف بكل شيء حلفت به من الصدقة والعتق وغيرهما إلا تزوجتك ، فتزوجها وحج ماشياً ليمينه ، وشغف بها أكثر من أخيه حتى كانت تنام فيضجع رأسها في حجره ولا يتحرك حتى تتنبه ، فبينما هي ذات ليلة إذ انتبهت فزعة . . . فقال لها : ما لك ؟ ! فقالت : رأيت أخاك في المنام الساعة وهو يقول : أخلفت وعدك بعدما * جاورت سكان المقابر ونسيتني ، وحنثت في * وغدوت في الحور الغرائر فظللت في أهل البلاد * ايمانك الكذب الفواجر الصبا ونكحت غادرة أخي ! * صدق الذي سماك غادر لا يهنك الإلف الجديد * ولا تدر عنك الدوائر ولحقت بي قبل الصباح * وصرت حيث غدوت صائر . . . والله يا أمير المؤمنين ، فكأنها مكتوبة في قلبي ، ما نسيت منها كلمة . فقال الرشيد : هذه أضغاث أحلام . فقالت : كلا والله ما أملك نفسي . . . وما زالت ترتعد حتى ماتت بعد ساعة » [1] . هذه الجارية كانت قد أخلفت وعدها مع الهادي ، وبسبب مخالفتها لنداء الفطرة والوجدان كانت تحس بالاضطراب والقلق دائماً . إن تعذيب الضمير لم يتركها لوحدها ، بل كان يوجه الضربات القاسية نحوها ليلاً ونهاراً ، في اليقظة والحلم . إلى أن لقيت حتفها على أفظع شكل . إن الانسان معرض في كل مرحلة ومنزلة إلى الخطر من ناحية ميوله
[1] ثمرات الأوراق لابن الحموي ج 2 ص 106 . هامش المستطرف المطبعة الميمنية القاهرة 1314 ه .
339
نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 339