نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 260
حتى يوماً واحداً ، طيلة حياتهم . وكذلك ما أكثر الأفراد الذين حاولوا إحياء المعرفة الفطرية في نفوسهم ، ولكنهم ضلوا عن الطريق المستقيم ، وعبدوا الجماد والنبات والحيوان ، أو الشمس والقمر والنجوم بدلاً من خالق الكون . ولأجل أن يتضح معنى المعرفة الفطرية للسامعين الكرام أكثر نعقد مقارنة بين صنع الله وصنع البشر من حيث الدلالة على وجود الصانع ونتوصل ضمن المقارنة إلى بعض النتائج المفيدة . إن القرآن الكريم يرى في الكون والموجودات كلها أنها صنع الله وتنظيمه . . . « صنع الله الذي اتقن كل شيء » [1] . إذن فالله تعالى هو صانع العالم وجميع الموجودات مصنوعة له . ولقد استعمل القرآن الكريم مادة ( الصنع ) بالنسبة إلى أعمال البشر أيضاً في عدة مواضع ، فقال في موضوع سفينة نوح : « ويصنع الفلك . . . » [2] . وفي قصور فرعون والفراعنة يقول : « ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون » [3] . وفي الأشياء السحرية التي صنعها سحرة مصر لمعاندة موسى « وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا » [4] . وفي صنع داود للدروع : « وعلمناه صنعة لبوس » [5] . إذن فان جميع الطائرات والسيارات والمعامل والآلات والآدوات وجميع ما كونه البشر يكون من صنع الانسان كما أن جميع ما في العالم صنع الله ، مع فارق واحد هو : أن الله يخلق المادة والصورة معاً ، بينما الانسان يصنع المادة التي خلقها الله بالصورة التي يريدها .
[1] سورة النمل / 88 . [2] سورة هود ، الآية : 38 . [3] سورة الأعراف ، الآية : 137 . [4] سورة طه ، الآية : 69 . [5] سورة الأنبياء ، الآية : 80 .
260
نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 260