نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 26
تطلب ذلك من طريق الاجرام ، لأن النهاية هي البؤس والحرمان . إن أصدق شاهد على كلمة الامام الحسين ( ع ) الآنفة الذكر ، نجده في تاريخ الطف بصورة جلية ، فإن عمر بن سعد بن أبي وقاص كان يميل بشدة للحصول على إمارة ( ري ) ، وكانت أوهام الرئاسة على تلك المدينة وقيادة زمامها قد عاشت في مخيلته ، حتى راح يضحي بكل شيء عنده للوصول إلى هدفه . وأخيراً لم يجد بداً من أن يسلك مسلكاً غير مشروع لتحقيق أمنيته هذه . فارتكب أشنع الجرائم وأبشعها في تاريخ البشرية وهي قتل الحسين ( ع ) وأصحابه مع تلك الحالة المفجعة الممضة غير القابلة للوصف . كل ذلك أملاً في الحصول على إمارة ( ري ) . . . وأخيراً - وبالرغم من ارتكابه تلك الجريمة العظمى - لم يصل إلى هدفه ، وخاب ظنه وخسر الدنيا بعد خسرانه الآخرة . . . هذا غير الوخز المؤلم من الضمير له والايقاع به في شبكة من الأمراض الروحية والعصبية ، نتيجة لخيانته الكبرى تلك . . . وكانت نهاية حياته أن وقع فريسة دسمة بأيدي الثوار الذين نهضوا يطالبون بدم الحسين بقيادة المختار الثقفي ، وتحققت فيه قولة الامام عليه السلام : « من حاول أمراً بمعصية الله ، كان أفوت لما يرجو وأسرع لما بحذر » . هذه نبذة يسيرة عن الذنب يسيرة عن الذنب وبعض نتائجه وآثاره ، تطرقنا إليها كتمهيد للبحث وذلك بمناسبة قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في جواب علي عليه السلام : « أفضل الأعمال في هذا الشهر ، الورع عن محارم الله » . نسأل الله عز وجل أن يوفقنا في هذا الشهر ، وفي سائر أيام السنة للاجتناب عن السيئات والجرائم . وبذلك نجلب رضى الله تعالى بالحصول على السعادة في الدنيا ، والنعيم في الآخرة . وفي نهاية المطاف أود أن أشير إلى أن بحثنا في المحاضرات القادمة سيدور حول أساس السعادة في تربية الطفل . وعليه فلا بد - كتمهيد لفهم الموضوع - من ذكر بعض المقدمات المرتبطة به . . . فنبحث - أولاً - في أصل السعادة ، ودور الوالدين في تحقيق سعادة الطفل وشقائه ، والمقارنة بين التربية والوراثة . ثم ندخل إلى صلب الموضوع . ولا يخفى أننا في ضمن بحثنا عن
26
نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 26