نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 255
وإن وجود المذاهب المختلفة والعقائد المتضاربة في جميع العصور بين جميع الشعوب والأقوام دليل واضح على وجود غريزة التدين في فطرة الانسان والكل يبحثون عن ضالتهم المنشودة : « فأقم وجهك للدين حنيفاً ، فطرة الله التي فطر الناس عليها ، لا تبديل لخلق الله ، ذلك الدين القيم » [1] . هذا هو الأساس الرصين للفطرة ، ويظهر في الميل الغريزي للتدين ومعرفة الله جل وعلا ، وعلى سبيل الاستشهاد نورد النصوص التالية : 1 - عن زرارة قال : « سألت أبا جعفر ( ع ) : ما الحنيفية ؟ قال : هي الفطرة التي فطر الناس عليها . . . فطرهم على معرفته » [2] . 2 - عن الامام الصادق ( ع ) في قوله تعالى : ( فطرة الله التي فطر الناس عليها ) قال : « فطرهم على التوحيد » [3] . 3 - عن الرسول الأعظم ( ص ) : « كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه يهودانه وينصرانه » [4] . يستفاد من هذا الحديث أنه يوجد الأساس الأول لتقبل الدين في فطرة جميع الأطفال ، ويستغل الأبوان - وهما القائمان على تربية الطفل - هذه الثروة الفطرية ويريبان الطفل على الدين الذي يريدانه . فإن لم تكن غريزة التدين موجودة في فطرة الانسان لم يكن معنى لتأثير توجيه الوالدين في اعتناق الطفل لدين معين طيلة حياته . 4 - عن الامام الصادق ( ع ) : « ستة أشياء ليس للعباد فيها صنع : المعرفة ، والجهل ، والرضا ، والغضب ، والنوم ، واليقظة » [5] .
[1] سورة الروم ، الآية : 30 . [2] البحار للمجلسي ج 2 ص 87 . [3] المصدر السابق ج 2 ص 88 . [4] المصدر السابق ج 2 ص 88 . [5] إثبات الهداة بالبراهين والمعجزات للشيخ الحر العاملي ج 1 ص 85 .
255
نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 255