نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 247
أمام مصاعب الحياة أبداً ، بل ان الملجأ الأخير لهم هو الانتحار ! ! بالأمس كان أولئك الآباء يجالسون الفضلاء والأشراف في المجالس العلمية ومجالس الترفيه والتسلية . . . واليوم أصبح أبناؤهم يجالسون المنحرفين والنساء الباغيات اللاهيات في مراكز الفساد ! ! . بالأمس كان أولئك الآباء يقضون ساعات فراغهم في جو الأسرة الملئ بالدفء والحنان والسكينة ، مع أعصاب هادئة وروح مطمئنة . . . أما اليوم فان أبناءهم يقضون أوقاتهم الثمينة في محلات القمار بأعصاب محطمة وأرواح مضطربة ! ! . ما أكثر الأمهات العفيفات اللائي كن بالأمس ينظمن شؤون عوائلهن ويربين في أحضانهن أحسن الأولاد وأليقهم وأسعدهم . . . واليوم نجد بناتهن اللاهيات قد تركن البيت والأسرة ، ورأين سعادتهن في الاجهاض وإقامة العلاقات اللا مشروعة مع الشبان المنحرفين وعباد الشهوة في دور السينما ومراكز الفساد الأخرى ! ! . لقد اختفى الايمان والتوحيد ، الصلاة والعبادة ، صفاء القلب والمناجاة في السحر ، التقوى والورع ، مساعدة الضعفاء وخدمة الناس ، في بعض الأسر تماماً ، وأخذ الفتيان والفتيات لا يفكرون بغير الشهوة واللذة ولسوء الحظ لا يجدون لذتهم إلى في ذلك السم الزعاف . . . الخمرة والحشيشة . لقد تحولت مواثد الاحسان والاطعام في بعض العوائل إلى موائد القمار ، وتبدلت مجالس الفضيلة والموعظة إلى مجالس اللهو والطرب . . . لم يبق للقيم الانسانية والمثل العليا اسم ولا رسم ، وقد تركت الشجاعة وعزة النفس مكانها إلى الذلة والانحطاط والحقارة ، وحل التملق محل الشخصية وعلو الهمة . . . ولقد ضرب الحقد والحسد ، الأنانية والاثرة ، التهمة والخيانة وعشرات العادات الرذيلة الأخرى - التي يعد كل منها داء خطير في نفسه - بجذورها في أعماق القلوب ، وتعمل على إحراق القلوب والأجساد باستمرار ! . والخلاصة : أن أخلاف بعض الأسر العريقة والشريفة نجدهم بصور
247
نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 247