نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 194
وحيث يوجد العلم ولا يوجد إيمان ولا فضائل ، وحيث يوجد العلم ولا يوجد شرف ولا تقوى ، وحيث يوجد العلم ولا يوجد أثر للفضائل الخلقية والانسانية . . . هناك تظهر الأنانية والاثرة ، وهناك يسيطر الجشع والحرص على الناس ، هناك يقع الأفراد في شرك الفساد والخيانة ، هناك تجد الاعتداء والتجاوز على حقوق الآخرين ، يعكر جو الصفاء والأمن . . . إن المهندس الفني في صنع السيارة يراعي الموازنة بين قوة المحرك وقوة جهاز الإيقاف ( البريك ) . فكلما يزداد المحرك إلى الجانب الايجابي أي الحركة ، يزيد على قدرة الايقاف وهو الجانب السلبي وذلك لكي يحمي السيارة ومسافريها في اللحظة الحرجة وعند الاشراف على السقوط ويسيطر عليها فيوقفها . والتقدم العلمي في العالم المعاصر بمنزلة التكامل المتزايد لقوة المحرك الاجتماعي . أما الفضائل الخلقية فإنها بمنزلة ( البريك ) الذي يحفظ الناس في ساعة الخطر من الموت والسقوط . والانسان يكون سعيداً عندما يرفع من المستوى الايماني والأخلاقي في الوقت الذي يلاحظ فيه الترقيات العلمية في العالم . وذلك ليستخدم العلم في الطريق المفيد فقط . ومن المؤسف أن البشرية سالكة في الاتجاه المخالف لهذا الطريق منذ مدة . . . وكأنه كلما تتقدم العلوم ، يأخذ الايمان والتقوى في التناقص والتقلص . إن العالم اليوم أصبح - بضعف الجانب اليماني والأخلاقي فيه - أشبه بسيارة بلا ( بريك ) تستمر في سيرها بصورة قلقة ، والناس يقضون حياة مليئة بالاضطراب والقلق وهم خائفون من أن تصل بهم الحياة إلى رأس منزلق يؤدي بهم إلى الهاوية ، فيأمر الرؤساء بإشغال النار وحينذاك يستغل التقدم العلمي للتخبط في النار والدم والقضاء على الكرة الأرضية في بضع ساعات . « إذا بقي الذكاء حراً غير تابع للادراك المعقول أو الالهام بالقيم الأخلاقية فذلك أمر خطر جداً . فالذكاء ليس يجرنا إلى الماديات فحسب ، بل يجرنا إلى البهمية , هذه الأسطر كتبت قبل اطلاع
194
نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 194