نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 192
الأخلاقية . إن المجتمع الذي يقوم على العلم فقط ويكون فاقداً للفضيلة والأخلاق لا يطاق . لأنه لا يوجد في ذلك المجتمع اطمئنان وارتياح بال والناس يكونون كراكبي سفينة في وسط بحر هائج يشعرون بخطر الغرق والسقوط في كل آن . وبغض النظر عن الجانب الديني فان الفضائل الخلقية والملكات الطاهرة من الضروريات الحيوية لمجتمع سعيد فاضل . « عن علي ( ع ) أنه قال : لو كنا لانرجو جنة ولا نخشى ناراً ولا ثواباً ولا عقاباً لكان ينبغي لنا أن نطالب بمكارم الأخلاق ، فإنها مما تدل على سبيل النجاح » [1] . إن شطراً مهماً من سعادة المجتمع مرتبط بالفضائل الخلقية ، كما أن شطراً مهماً من شقاء المجتمع وفساده له ارتباط وثيق بالانحطاط الخلقي والصفات البذيئة . يقول الامام علي ( ع ) : « رب عزيز أذله خلقه ، وذليل أعزه خلقه » [2] . وعن الامام الصادق ( ع ) أنه قال : « حسن الخلق يزيد في الرزق » [3] وعن الامام علي ( ع ) : « في سعة الأخلاق كنوز الأرزاق » . وعنه أيضاً : « حسن الخلق خير رفيق » . إن من أهم الخصائص الكبرى التي يمتاز بها لأنبياء ، والتي كانت السبب المباشر في تأثيرهم في المجتمع ونفوذهم إلى عقول الأفراد وأفكارهم هي ملكاتهم الطاهرة وسجاياهم العظيمة : « إن الله خص الأنبياء عليهم السلام بمكارم الأخلاق » [4] . وبهذا الصدد جاء الرسول الأعظم ( ص ) ذاكرا الهدف الأسمى من بعثته وظهوره بين ظهراني المجتمع الجاهلي آنذاك قائلا : « بعثت الأتمم مكارم الاخلاق » [5] .
[1] آداب النفس للسيد محمد العيناثي ج 1 ص 26 . [2] سفينة البحار للمحدث القمي مادة ( خلق ) ص 411 . [3] المصدر نفسه . [4] المصدر السابق ص 410 . [5] المصدر السابق .
192
نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 192