نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 148
سيظهر لهم الكثير من آيات الله في الآفاق الكونية ، وفي بناء البشر أنفسهم . . . ليصوا إلى النتيجة المطلوبة وهي أن الله هو الحق والموجود . . . . وكأن الله تعالى يقول للبشر في عصر النبي ( ص ) : - بالرغم من أنني أظهرت كثيرا من الآيات والحقائق للبشر ، ولكن الحقائق التي يمكن اكتشافها لهم هي أكثر بكثير من الحقائق المكتشفة لحد الآن . وفي المستقبل القريب ، سأظهر لهم من الآيات الجديدة والحقائق الكثيرة ما يكفل لهم إتضاح الحق والقدرة الإلهية أكثر . وكأن الأئمة عليهم السلام كانوا يتنبأون بالتقدم العلمي للبشر ، والتعمق الذي سيبذلونه في بحوثهم في العصور التالية ، ولذلك فكانوا يذكرون ذلك في الأوقات المناسبة . . . « سئل علي بن الحسين ( ع ) عن التوحيد ، فقال : الله عز وجل علم أنه يكون في آخر الزمان أقوام متعمقون ، فأنزل الله : « قل هو الله أحد » والآيات من « سورة الحديد » . . . » [1] . إن مما لا شك فيه هو أن البشر اليوم قد اكتشفوا - بفضل التقدم العلمي - كثيراً من الحقائق والأسرار في الآفاق الكونية والنفس الانسانية مما لم يكن يحدس به أصحاب القرون السابقة ، فمثلاً كان السابقون يستفيدون من قوله تعالى : « ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى » بمقدار ما كان يعرف البشر من أسرار العالم حينذاك ، فكانوا يعرفون مثلاً أن النحلة تملك الأدوات اللازمة لها في صنع غذائها وكذلك تعرف بفضل الهداية الفطرية كيفية استخدامها . أو أن الحمامة تعرف - بالهداية الفطرية - كيف وأن تضع عشها ، وكيف تحافظ على فروخها . أما العلماء اليوم فإنهم عبروا المراحل التي تدرك بالعين المجردة . وشاهدوا الموجودات الحية التي ليست قابلة للرؤية ، بواسطة العين المسلحة