نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 91
( والسلام يوم الولادة ) وهما يحيى بن زكريا ، وعيسى بن مريم . يقول القرآن في حق يحيى : « وسلام عليه يوم ولد » [1] . ويقول على لسان المسيح ابن مريم : « والسلام علي يوم ولدت » [2] . والسلام بمعنى : عموم العافية . أي : الطهارة الكاملة للبدن والروح . وهذه الحقيقة أي طهارة المولد متساوية في حق جميع الرسل والأنبياء . والنكتة الأخرى التي يجب التنبه إليها هي : أن القرآن عبر عن السلامة في دور الرحم بسلامة يوم الولادة ، وذلك لأن السلامة في تمام ذلك الدور لا تعرف إلا بعد ولادة الطفل سالماً ، واجتيازه تلك المراحل كلها بنجاح حيث تنقطع صلته تماماً برحم أمه . « كان علي بن الحسين عليه السلام إذا بشر بولد ، لم يسأل : أذكر هو أم أنثى ؟ بل يقول : أسوي ؟ . فإذا كان سوياً قال : الحمد الله الذي لم يخلقه مشوهاً » [3] . ولا ريب فلسلامة المولد قيمتها ، إذ أنها هي السبب الأول في نشوء جيل مستو وخلق مجتمع فاضل تنتشر فيه روح السعادة والانسانية والصفاء . مصدر السعادة والشقاء : ينضح مما سبق مدى أهمية رحم الأم في سعادة الطفل وشقائه ، وكذلك اتضح السبب في عدم ذكر الروايات لأهمية أصلاب الآباء ، إذ أن الرحم هو مصدر السعادة والشقاء ، وفيه يتقرر مصير الإنسان وسلوكه بنسبة كبيرة . فبعض الأطفال يبتلى بقسم من العيوب والنواقص العضوية في ناحية أو أكثر من البدن ، ويولد مع تلك العيوب . وهناك بعض الأطفال نجدهم سالمين من حيث القوام البدني ، ولكنهم مصابون ببعض الانحرافات والعوارض النفسية والروحية ، ولذلك فإن الشقاء قد لحق بهم وهم في بطون أمهاتهم .
[1] سورة مريم ، الآية : 15 . [2] سورة مريم ، الآية : 33 . [3] مكارم الأخلاق ص 119 ط إيران .
91
نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 91