نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 83
أما بالنسبة إلى النقطة الأولى من البحث . فإننا نرى أن بذور الورد تبذر في جوف تربة الأصيص ، وبعد مرور مدة من الزمن تنبت البذرة بصورة سويق صغير يشق سطح التربة ، وينمو تدريجياً ويأخذ بالتفريع والأزهار . إن بذرة الورد تعتبر الخلية التناسلية الكاملة ، وتخزن في باطنها جميع الذخائر اللازمة لانبات نبتة جديدة . ولا يشكل الأصيص سوى المحيط الذي تنمو فيه النبتة والبيئة التي تعيش فيها . الخلية التناسلية الكاملة : صحيح أن رحم المرأة يكون بالنسبة إلى نطفة الرجل كالأصيص بالنسبة إلى البذرة . إلا أن الأمر يختلف تماماً في موضوع تكوين الخلية التناسلية ، إذ ليست نطفة الرجل هي الخلية التناسلية الكاملة - كما كانت البذرة - وكذلك الرحم الأم يتحمل في المرحلة الأولى نصف مسؤولية عملية التلقيح ، ثم ينفرد في أنه يتحمل مسؤولية الاحتفاظ بالنطفة لمدة تسعة أشهر كاملة في داخله حتى يصنع إنساناً كاملاً . ولهذا ورد في القرآن الكريم : « إنا خلقنا الانسان من نطفة أمشاج » [1] . أي أننا خلقناه من نطفة مركبة وممزوجة من الرجل والمرأة كليهما . « إن خلايا الخصية تفرز من غير توقف ، وخلايا الحياة كلها ، حيوانات ميكروسكوبية وهبت لها حركات نشيطة للغاية ، هي الحيوانات المنوية . وهذه الحيوانات تسبح في المخاط الذي يغطي المهبل من الرحم ، وتقابل البويضة على سطح الغشاء المخاطي الرحمي . . . وتنتج البويضة من النضج البطيء لخلايا المبيض الجرثومية . ويوجد نحو 300000 بويضة في مبيض الفتاة وتبلغ نحو أربعمائة منها