نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 73
ومن خلال العهد الذي بعث به الامام أمير المؤمنين ( ع ) إلى مالك الأشتر النخعي ( رض ) حينما جعله والياً على مصر ، والذي يعتبر أحسن العهود من نوعه . . . نجد فقرات عديدة تشعر الاهتمام بأصالة النسب ، كما في وصيته باختيار الأصحاب من العوائل الشريفة ، وذلك قوله ( ص ) : « ثم الصق بذوي الأحساب وأهل البيوتات الصالحة والسوابق الحسنة ثم أهل النجدة والشجاعة والسماحة ، فإنهم جماع من الكرم ، وشعب من العرف » [1] إختيار الموظفين الأكفاء : ولنستمع إليه ( ع ) يقرر لابن الأشتر كيفية انتخاب الموظفين الأكفاء ، ومراعاة الشروط الدقيقة في توليتم المناصب والمهمات : « وتوخ منهم أهل التجربة والحياء من أهل البيوتات الصالحة والقدم في الاسلام المتقدمة ، فإنهم أكرم أخلاقاً ، وأصح أعراضاً ، وأقل في المطامع إشرافاً وأبلغ في عواقب الأمور نظراً » . [2] فيشترط في الموظف الذي يقلد أمور الإدارة أن يكون عفيفاً منتمياً إلى عشيرة شريفة وأسرة عريقة في الاسلام والتدين ، لما في ذلك من مصالح عظيمة ، ودرء لمخاطر كثيرة ، فهؤلاء يؤدون واجباتهم بإخلاص ، لا يرتشون ولا يستغلون مناصبهم لأطماعهم وغاياتهم الشخصية . يستفاد من مجموع البحوث السابقة : أن الطفل في رحم أمه يكون خلاصة لمجموعة من الصفات الظاهرية والمعنوية لآبائه وأجداده القريبين والبعيدين ، وهناك عشرات العوامل المختلفة ( الوراثية والطفرة ) تؤثر فيهم آثاراً صغيرة أو كبيرة ، مفيدة أو مضرة . فإذا كانت هذه العوامل كلها صالحة
أعشاب طيبة الرائحة ، لكن النظر إلى أصول هذه الحشائش يكشف للناظر وجود الروث تحتها . فالمرأة الحسناء التي تنتمي إلى أسرة منحطة شأنها شأن هذه الحشائش التي ظاهرها جميل وباطنها خبيث . [1] نهج البلاغة شرح محمد عبده ج 3 / 101 ، طبعة المكتبة التجارية . [2] نهج البلاغة شرح محمد عبده ج 3 / 105 .
73
نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 73