نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 57
السعادة : حسن الحظ . ويشمل كل ألوان الخير والراحة والرفاه والبركة . . . والشقاء : سوء الحظ . ويشمل جميع صنوف الشر والقلق والضيق والشدة . . . ومن هنا يظهر شمول كلتا الكلمتين واتساع دائرتيهما لكثير من المعاني ولكن كثيراً من الناس ينتقلون من لفظة ( الشقاء ) إلى معنى فقدان الإيمان والمعصية فقط . فالشقي عندهم هو المنغمس في الجرائم والمعاصي ، في حين أن الجريمة إحدى مراتب الشقاء فقط . وهناك كثير من الأمور لا تعد ذنوباً أو معاصي في عرف الشرع لكنها - مع ذلك - توجب الشقاء للإنسان . كما تصرح بذلك بعض الروايات ، نكتفي بنقل واحدة منها : قال النبي ( ص ) : « أربع من السعادة وأربع من الشقاوة . فالأربع التي من السعادة : المرأة الصالحة ، والمسكن الواسع ، والجار الصالح ، والمركب البهي . والأربع التي من الشقاوة : الجار السوء والمرأة السوء ، والمسكن الضيق ، والمركب السوء » [1] . وبالرغم من أن المسكن الضيق والمركب السوء ليسا من الأمور التي توجب للانسان معصية أو جريمة . فإننا نجد الرسول الأعظم ( ص ) يعدهما من أسباب شقاء الانسان . وإذا كان المركب السوء والمسكن الضيق من شقاوة الرجل فيمكن اعتبار العمى والجنون منها بطريق أولى ، فإذا خلق الطفل أعمى في بطن أمه ، أو ولد مجنوناً لجنون في أبيه أو حمق في أمه . . . فيمكن القول بأنه كان شقياً في رحم أمه . قانون الوراثة : أدرك الانسان منذ أمد بعيد ، أن الموجود الحي ينقل كثيراً من الصفات والخصائص إلى الأجيال التي تليه ، فالجيل اللاحق يكتسب صفات الجيل