responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي    جلد : 1  صفحه : 50


ومع أن الحث على الزواج والتأكيد على إرضاء النوازع الفطرية قد ورد بصورة كثيرة في القرآن الكريم والرويات العديدة ، فإن الشهوة لم تعرف أصلاً ثابتاً للسعادة ، بل يعتبرها السلام فرعاً من فروع شجرة السعادة لا غير .
السعي وراء اللذة :
يدعي ( فرويد ) أن الشهوة الجنسية تظهر في الانسان بصور مختلفة واللذة عبارة عن الاستجابة للميول الجنسية في مظاهرها المختلفة وصورها المتباينة . ويدعي آخرون : أن هناك ميولاً مستقلة ، وغرائز أخرى غير الغريزة الجنسية . وعليه فيجب الاستجابة لجميع تلك النوازع والغرائز . . . وعلى أية حال فالأمر الذي لا خلاف فيه ، هو أن الانسان يشعر بارتياح شديد عندما يستجيب لميوله . وهذا الشعور بالارتياح هو الذي يعبر عنه باللذة ، والذي يبعث الحرارة والحيوية في المجتمعات البشرية ويهيج فيهم عواطفهم . ولذلك فإن المجتمعات الحديثة تعتبر جلب اللذة أسمى الأهداف التي تهضم في نفسها قسطاً كبيراً من نشاط العالم المتمدن حتى ظن البعض أنهم لم يخلقوا إلا لممارسة نشاطهم الجنسي وتحقيق اللذة .
ومن المؤسف أن الطبيعة قد ركبت بصورة نجد فيها امتزاجاً تاماً بين الآمال والآلام ، واللذة والألم . وهذا ما يوجب محدودية البشر في سلوكهم :
« إنه لا ينكر أن الاستجابة للميول الغريزية توجب الشعور باللذة عند الانسان ، ولكن في الغالب تصطدم هذه الاستجابة بآلام وليدة ظلم الطبيعة . إذن فالحياة حتى لو شابهت حياة الحيوانات في الحرية فإنها لا توجب السعادة ، ولهذا فإن الفلاسفة وعلماء الأخلاق يرجحون أن يصرفوا بحوثهم في إيجاد الأساليب التي تهدئ الآلام وترفع المصاعب عن طريق الحياة ، فنراهم قد وصلوا إلى هذه النتيجة ، وهي : أن كل ألم معلول لا دراك معين ، وعليه فيجب السعي لا زالة أو تخفيف العلل الروحية والبدنية التي تؤدي إلى ذلك الادراك ولذلك فإن أول علاج يجده الانسان في هذا السبيل

50

نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي    جلد : 1  صفحه : 50
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست