نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 395
القاسي البعيد عن الايمان إذ يئس من الحصول على المال ثم اختطف الطفل من أمه وهي ترضعه ، ورمى به إلى الجدار بشدة حيث تحطم مخه . . . [1] . وانقشعت الغيوم عن انفجار المسلمين ضد بني أمية وحكمهم ، وأثمرت بذور الحقد والعداوة التي زرعوها في قلوب الناس ، فثاروا ينتقمون منهم . وحينئذ لم يرحموا امرأة أو رجلاً ، شيخاً أو شاباً ، حتى أنهم بعد قتلهم لهم كانوا لا يدفنون جثث القتلى بل يتركونها في الخرائب طعمة للكلاب السائبة والطيور الجارحة . بقاء الأسرة في ظل العدل : عندما يحكم الآباء والأمهات في الدولة الصغيرة للأسرة بقوة الحق والفضيلة ، وعلى أساس العقل والعدالة فإن تلك الأسرة تبقى قوية ونشيطة على مدى الأجيال . ولا تستطيع القرون المتمادية أن تحطم تلك العائلة وتهدم بناءها ، ذلك أن الفضائل الخلقية والعدل والانصاف تضمن دوام تلك الأسرة . وعلى العكس من ذلك فان الآباء الذين يديرون الأسرة بالضغط والاضطهاد والتهديد ، وبدلاً من قيامهم بالتربية الصحيحة والعقلائية يعذبونهم ، فإنهم يبذرون بذور العداوة في قلوبهم ، ويسقون أشجار البغض والحقد بأعمالهم الفاسدة ، فيهيئون بذلك وسائل الشقاء لأنفسهم ولأطفالهم فعندما يتحطم سد التهديد في يوم ما بموت الأب أو سفره أو عجزه ، تنفجر العقدة النفسية للأطفال وتؤدي إلى سيل من الانتقام والثأر الذي يمكن أن يتضمن نتائج وخيمة . « هناك آباء وأمهات مستبدون لا يتمالكون على أنفسهم من الإساءة والضرب . وفي هذه الصورة لا تكون بعض العقوبات البدنية مضرة بمقدار ضرر بعض التشديدات بالنسبة إلى القلب . إن الحبس في غرفة ، أو النظر إلى الجدار من دون أن يجرأ على القيام بحركة