responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي    جلد : 1  صفحه : 386


هناك حافزان للخوف في تطبيق الواجبات الدينية من قبل كل فرد مسلم : ( الأول ) :
الخوف من الله والجزاء الأخروى . ( والآخر ) الخوف من الحكومة والعقاب الدنيوي . . .
وفي كلا الموردين يكون منشأ الخوف هو الذنب الذي ارتكبه الانسان نفسه .
أ - الخوف من الله :
على كل فرد مسلم أن يطمئن إلى رحمة الله الواسعة ، خائفاً من عقابه .
ولكن الخوف من الخالق الرحيم والعادل لا يكون كالخوف من حاكم مستبد ظالم . إن الحاكم المستبد يستند في قدرته إلى التعسف وأما في الحريم الآلهي المقدس فلا يتصور الظلم والجور . إن الله يعاقب المذنب على أساس الحق والعدل ، والخوف من الله نعني الخوف من العقاب على الذنب لا أكثر . ولهذا فقد ورد التعبير في القرآن الكريم عن خوف الناس بنسبته إلى المقام الإلهي ، فقال تعالى « ولمن خاف مقام ربه جنتان » [1] وقال أيضاً : « وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى [2] . . . » . إن ( مقام الله ) هو علمه بإجرام المجرمين ، وقدرته على مجازاة المذنب وحماية المظلوم بالانتقام له من الظالم . . . وبصورة موجزة فإن ( مقام الله ) هو إقامة الحق والعدل ، فالذي يخاف من مقام الله لا يحوم حول الذنب .
« عن أبي عبد الله ( ع ) في قول الله عز وجل : « ولمن خاف مقام ربه جنتان » قال : من علم أن الله يراه ، ويسمع ما يقول ، ويعلم ما يعلمه من خير وشر ، فيحجزه ذلك عن القبيح من الأعمال ، فذلك الذي خاف مقام ربه ، ونهى النفس عن الهوى » [3] .
إن مقام المدعي العام في الحكومات القانونية هو مقام عقاب الجاني ومجازاة القاتل . . . المدعي العام هو الذي يجر المجرم إلى المحكمة ويلزمه



[1] سورة الرحمن ، الآية : 46 .
[2] سورة النازعات ، الآية : 40 .
[3] تفسير البرهان ، ص : 1071 .

386

نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي    جلد : 1  صفحه : 386
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست