نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 385
والمنع من الفوضى والمخالفات . . . ولا بد من معاقبة الخارجين على تلك الأنظمة لضمان حسن تنفيذها ، فالخوف من العقاب هو الذي يحث الناس على الإطاعة . والنكتة الجديرة بالملاحظة أنه لا حساب ولا مقياس للعقاب في الحكومة الاستبدادية ، فمن الممكن أن يؤدي استياء بسيط للحاكم إلى إعدام مئات الناس الأبرياء . هناك ليس العقاب على أساس الاجرام أو الاحكام القضائية ، بل الموضوع يقوم على طبق هوى النفس والميل الشخصي للحاكم . أما في حكومة العدالة والقانون ، حيث تحدد صلاحيات الحكام وأبناء الشعب ( 388 ) حسب الأنظمة العادلة ، فلا مجال للأهواء والميول الشخصية للحكام في الأحكام الصادرة . . . هناك لا يخاف أحد من شخص معين ، غاية ما هناك أن الشخص الذي يرتكب جرماً يعاقب على أسس قضائية صحيحة وعادلة متناسبة مع جريمته . وبعبارة أخرى : إن منشأ الخوف عند الناس في الحكومة الاستبدادية هو الظلم والتعسف والاضطهاد ، أما في حكومة العدالة والقانون فإن منشأ الخوف هو الجرم الذي ارتكبه الانسان واستحق العقاب عليه . الاسلام والأمن : إن أحسن وأرقى الحكومات العالمية المعاصرة هي الحكومة التي تسيطر القوانين العادلة على جميع شؤونها ، ويعيش جميع أفراد تلك الدولة - من أي طبقة أو منزلة كانوا - آمنين في ظل العدالة والقانون بأرواح ملؤها الرفاه والسعادة والهدوء . ولقد عمل قائد الاسلام العظيم ، قبل أربعة عشر قرناً ، على إرساء قواعد النظام الاجتماعي في حكومته على هذا الأساس ، فقد منح العدل والأمن الروحي والهدوء النفسي لجميع الناس ، وزال الخوف والاضطراب اللذين كانا يحكمان العصر الجاهلي من جراء استبداد الحكام واضطهادهم فأصبح الفرد المسلم يخاف من ذنبه فقط . ولأجل أن يتجل هذا الدور الذي يسلكه الاسلام في ضمان الأمن والهدوء للمجتمع نبسط بعض الشيء مسألة الخوف .
385
نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 385