نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 367
إليها . . . ولا يتسرب إلي نفوسهم الرياء . . . إنهم يعملون الله وحده ولا ينتظرون الجزاء إلا من عظمة . عن أبي عبد الله في قول الله عزجل : ( ليبولكم أيكم أحسن عملا ) قال : ليس يعني أكثر عملا ولكن أصوبكم عملا وإنما الإصابة خشية الله والنية الصادقة والحسنة ثم قال الإبقاء على العمل حتى يخلص أشد من العمل . والعمل الخالص : الذي لا تريد أن يحمدك عليه أحد إلا الله عز وجل . [1] الايمان وتعديل الغرائز : إن من أهم نتائج الايمان الواقعي بالله ، السيطرة على زمام الغرائز الثائرة ، وضبط الرغبات اللا مشروعة ، فعندما يتحطم سد العقل والعلم والوجدان ، ويفق مقاومته أمام الضربات القاصمة للغرائز ، يثبت الايمان بالله خشية الله ، والنية الصادقة والحسنة . ثم قال : الابقاء على العمل حتى يخلص أشد من العمل والعمل الخالص : الذي لا تريد أن يحمدك عليه أحد إلا الله عز وجل » ( 1 ) . في قوته رصيناً وطيد الأركان . . . ويمنع من إسراف الغرائز ، ويحفظ صاحبه من السقوط الحتمي ، وقد اعتبر ذلك من علائم المؤمن في الروايات الاسلامية . « عن أبي جعفر ( ع ) قال : إنما المؤمن ، الذي إذا رضي لم يدخله رضاه في إثم ولا باطل ، وإذا سخط لم سخطه من قول الحق ، والذي إذا قدر لم يخرجه قدرته إلى التعدي إلى ما ليس له بحق » ( 2 ) . لقد أشار هذا الحديث إلى ثلاثة ميول غريزية يعد كل منها مهواة سحيقة للانسان . فما أكثر الناس الذين يرتكبون جنايات عظيمة استجابة لإحدى الرغبات النفسية . أما الرجال المؤمنون فإنهم يستطيعون في المواقع الحساسة بمساندة القوى المعنوية أن يحفظوا أنفسهم من التلوث والدنس . يقول الامام أمير المؤمنين ( ع ) ضمن حديث طويل في بيان علائم
[1] الكافي للكليني ج 2 ص 16 . ( 2 ) بحار الأنوار للعلامة المجلسي ج 15 ص 94 .
367
نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 367