نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 363
تحفظ الانسان في أخطر لحظات الانحراف والانزلاق في الحياة وتمنع من سقوطه الايمان بالله قوة لا تغلب ولا تدحر ، وملجأ لا يتحطم « فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله ، فقد استمسك بالعروة الوثقى ، لا انفصال لها » . إن أهم طابع يميز مدرسة التربية الاسلامية عن غيرها من الأساليب التربوية البشرية هو ( الايمان بالله ) . يشترك الاسلام وعلماء الأخلاق في دعوة الناس إلى الصلاح والاستقامة لكن الفارق بينهما هو أن العلماء والقائمين على شؤون التربية يهتمون قبل كل شيء بالسلوك الظاهري للأفراد ، ويحاولون أن يربوا أفراداً مطيعين للقانون ، ولا شأن لهم أو دخل في أسلوب تفكيرهم . أما الهدف من التربية في الاسلام فهو أن يتربى الأفراد ، مضافاً إلى استقامة سلوكهم على التفكير السليم ، وأن لا يحاولوا إلا الصلاح والخير . النوايا الصالحة : تهتم الدول المتمدنة والمدارس التربوية في العالم بالسلوك الصحيح للانسان فقط . أما المذهب التربوي للاسلام فهو يهتم بالنوايا الصالحة والطاهرة للأفراد أكثر من أفعالهم الصالحة . يقول الرسول الأعظم ( ص ) : « نية المؤمن خير من عمله » [1] . وعن الامام الصادق ( ع ) ضمن حديث طويل : « والنية أفضل من العمل , ألا وإن النية هو العمل ، ثم تلا قوله عز وجل : « قل كل يعمل على شاكلته ) يعني : على نيته » [2] إن الفرد المنقاد للقانون والمطبق للتعاليم الأخلاقية يعد في الدول المتمدنة فرداً صالحاً ومواطناً شاعراً بمسؤوليته ولو كان شعوره الباطن منحرفاً وسيئاً ، أما المذهب الاسلامي فيرى أن المسلم الواقعي
[1] الكافي لثقة الاسلام الكليني ج 2 ص 84 . [2] وسائل الشيعة للحر العاملي ج 1 ص 6 .
363
نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 363