نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 335
بيقظة الضمير والتي تظهر على صورة الندم القاتل واتهام النفس ، والاحساس بالإجرام ، لقد أشرنا إلى بعض الآثار المباشرة وغير المباشرة للاحساس بالإجرام في سلسلة من التحقيقات . هذه الآثار عبارة عن التعذيب الأليم والتقريع الشديد » [1] . بإمكان المجرم أن يهرب من وجه العدالة وحكم القانون في المحاكم القضائية العالمية بطرق مختلفة ، وينجو من العقاب في النهاية . وباستطاعته إغفال بعض الحكام عن طريق التهديد أو التطميع ، أو عن طريق اليمين الكاذبة وشهود الزور . . . أما حاكم محكمة الوجدان البصير الحاذق فلا يغفل . قد يتخلص المجرم من العقاب بواسطة الفرار من قاعة المحكمة ، أو الفرار من أرض الوطن ، أما محكمة الوجدان فإنها تخضع المجرم لسيطرتها دائماً ، فأينما يذهب تصحبه وتلاحقه . . . ذلك أن محكمة الوجدان عبارة عن ضميره الباطن ولا ينفصل عنه ضميره أبداً . في بعض الأحيان تكون مظاهر تعذيب الضمير ، وملاحقة محكمة الوجدان للمجرم ، والضغط الروحي الشديد الذي يلاقيه منها واللوم القارع الذي يراه في أحكامها . . . مؤلمة إلى درجة أنها تبعث كل من يشاهده عن القلق والاضطراب . وعلى سبيل المثال نذكر قصة حياة الشاب الضابط الذي دمر ( هيروشيما ) بالقنبلة الذرية في الحرب العالمية الماضية . جنون ضابط شاب : إن الوضع المؤلم لهذا الشاب الضابط الذي سبب الفناء والدمار لعشرات الآلاف من الرجال والنساء ، والشيوخ الشباب والأطفال الرضع في لحظات قليلة أصدق شاهد على ما ذهبنا إليه قبل قليل . وإليك بعض الأخبار عن أيامه الأخيرة مقتطفة من الصحف الإيرانية نقلاً عن وكالات الأنباء العاليمة . « وكالة الأنباء الفرنسية . لقد أعلن اليوم اختفاء الضابط الأمريكي