responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي    جلد : 1  صفحه : 33


نستقصي جميع تلك النظريات والآراء والطرق والأساليب لاحتجنا إلى وقت أوسع من هذا ، إلا أننا سنكتفي بذكر أهم تلك الآراء والنظريات المعروفة الآن . ثم نشير إلى بعض الأحاديث الواردة بشأن السعادة . هذا ولا يخفى أن المدار في تلك النظريات والأقوال ومحل النزاع في البحث هو ما يعتبره كل طائفة أصلاً ثابتاً للوصل إلى السعادة وأساساً لتحقيقها .
المبدأ النفسي :
1 - ذهب بعض العلماء والفلاسفة اليونانيين الذين سبقوا ( أرسطو ) إلى أن سعادة البشرية تنحصر في الكمالات النفسية ، وهم يرون أن أساس السعادة الانسانية أربع صفات هي : الحكمة ، الشجاعة ، العفة ، العدالة . فمن كان واجداً لهذه الصفات كان سعيداً ، ومعها لا حاجة إلى الكمالات الجسدية وسلامة الجسم أو أمور خارجة عن البدن ، فهؤلاء يقولون : « إن الانسان إذا حصل تلك الفضائل لم يضره في سعادته أن يكون ناقص الأعضاء مبتلى بجميع أمراض البدن » [1] فالأمراض البدنية عندهم لا تضر بالسعادة إلا إذا أوردت نقصاً على الجانب المعنوي منه ، وأدت به إلى الجنون أو الحمق . وكذلك الفقر والتردي الاجتماعي فإنهما لا يضران بسعادة الانسان إذا كان محرزاً للصفات النفسانية الأربع الآنفة الذكر .
2 - ويعتقد المرتاضون بالمبدأ النفسي في السعادة البشرية ، فهم يقولون : - إن السعادة والكمال يرتبطان بكمال النفس والتعالي في الجوانب الروحية فقط . ويجب تحقيق تكامل الروح وإظهاره في الخارج عن طريق الرياضة النفسية ومجاهدة الأهواء والشهوات .
ويفرط المرتاضون في عدم اعتنائهم إلى الجانب البدني كثيراً حتى أنهم أشد تفريطاً من اليونانيين الذين سبقوا ( أرسطو ) بالنسبة إلى أبدانهم . فبينما كان يرى حكماء اليونان أن السعادة تتعلق بكمال النفس ولا يضر معها نقصان البدن - وليس في منهجهم ما يوجب



[1] طهارة الأعراق لابن مسكويه ص 78 .

33

نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي    جلد : 1  صفحه : 33
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست