responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي    جلد : 1  صفحه : 300


الضمير الباطن والظاهر :
ولإ يضاح معنى الضمير الباطن والضمير الظاهر من زاوية علم النفس نجد من الضروري أن نمثل لهما بمثال : تصوروا أسرة متوسطة مسلمة عاشت حياتها في طهارة وشرف ، فالزنا والاستهتار يعدان عملا شنيعاً في أنظار أفراد الأسرة . ولم يسبق لهم أن دنسوا أذيالهم بتلك الجريمة . تتعارف فتاة من هذه الأسرة مع شاب بصورة سرية ، وبعد عدة لقاءات عادية يتفقان على أن يقضيا نهاراً كاملاً معاً . تخرج الفتاة بحجة التذاكر في الدروس والذهاب إلى بيت إحدى زميلاتها وتذهب مع رفيقها للنزهة إلى ( سد كرج ) ، يتنزهان لساعتين أو ثلاث ، ويتلذذان بمشاهدة المناظر الطبيعية الجميلة . . . وعند الظهر يذهبان إلى بيت ما للاستراحة وتناول طعام الغذاء . المحيط الهادئ وانعدام الرقيب عليهما يهيجان عواطف الشباب و - بصورة موجزة - ينال وطره من الفتاة .
وبالرغم من أن الفتاة لم تكن تملك فكراً هادئاً من أول الصباح وكانت تحس بالقلق في باطنها ، لكن فقدان بكارتها سبب لها انهيار شديد ، ولكن الآوان قد فات ، وقد وقع ما كان واجباً أن لا يقع . وعند المغرب يرجعان إلى المدينة . كان غياب الفتاة هذا اليوم للمطالعة والتذاكر العلمي في الظاهر ، ولكن قد وقع في الباطن اتصال غير مشروع . إن الفتاة تحس باضطراب شديد من جراء عملها هذا ، وتشعر بأن شرفها مهدد بالخطر ، فإن أفشي سرها فإن ذلك سيجر لها فضيحة عظيمة . إنها تفكر ، وتخطط ، وتصمم في النهاية - خلاصاً من الفضيحة - أن لا تتزوج مدى العمر وتحتفظ بهذا السر ة تصحبه معها إلى القبر ، ولتنفيذ خطتها هذه تبدأ بالتمهيد للموضوع ، تتحدث عن مشاكل الزواج أحياناً . ثم لا يمضي بضعة أشهر حتى يجيء إليها من يطلب يدها . الفتاة تختفي عن الخاطبات ، وتخبر أبويها وأفراد أسرتها عن امتناعها عن الزواج وتتحدث عن تصميمات دائماً : لا أتزوج ، الرجال غير أوفياء ، لا يوجد رجل في مجتمعنا . لماذا أتزوج ؟
لماذا أرمي بنفسي في دوامة المشاكل والآلام ؟ وما أكثر الفتيات اللاتي تزوجن ورجعن بعد عدة أشهر إلى بيوت آبائهن ، حوامل ، وقضين حياة ملؤها الكدر والأسى . إني لا أرمي بنفسي في

300

نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي    جلد : 1  صفحه : 300
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست