responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي    جلد : 1  صفحه : 296


ولا يشفع له ، وذلك ممن لا يصيبه أهوال الدنيا ولا أهوال الآخرة » [1] .
إطاعة الوجدان الأخلاقي :
إن نتيجة اتباع الميثاق الفطري الأخلاقي هو الهدوء النفسي والسكينة والاطمئنان .
إن اتباع الوجدان الأخلاقي يورث الفضيلة والتجلي الروحي وإن الانحراف عن الفطرة يسبب الضلال والفساد . ولقد كان الأنبياء يبذلون الجهود العظيمة التي لا تعرف الملل ولا الكلل ليعرفوا الناس بفطرتهم ويزيحوا الأستار المظلمة للغرائز والشهوات عنها وليحيوا الفضائل الانسانية فيهم . « ولقد أرسلنا موسى بآياتنا إن أخرج قومك من الظلمات إلى النور ، وذكرهم بأيام الله » [2] .
إن أيام الله هي أيام الخلقة والفطرة ، أيام الايمان والفضيلة ، فكان على النبي موسى ( ع ) أن يذكر الناس بتلك الأيام ويعلمهم نعمة الهداية الإلهية التي كانت موجودة فيهم منذ اليوم الأول . فأنتم الذين تسعدون إن اتبعتم أوامر الالهام الإلهي ، وتشقون وتعذبون إن خالفتم تلك الأوامر .
إن الوجدان الأخلاقي ثروة إنسانية كبيرة لتحقيق السعادة ، فبالامكان وقاية الناس من الجرائم والمخالفات بإحياء الوجدان الأخلاقي فيهم ، وبذلك يمكن هدايتهم إلى الطريق المستقيم .
ولأجل التأكيد على ما نقول ، نسوق الحادثة التاريخية التالية شاهداً على ذلك :
« قال : سمعت غلاماً بالمدينة وهو يقول : يا أحكم الحاكمين ، أحكم بيني وبين أمي .
فقال له عمر بن الخطاب : يا غلام لم تدع على أمك ؟ فقال : يا أمير المؤمنين أنها حملتني في بطنها تسعاً وأرضعتني حولين كاملين فلما ترعرعت وعرفت الخير من الشر ، ويميني من شمالي طردتني وانتفت مني



[1] المصدر نفسه ج 15 ص 51 .
[2] سورة إبراهيم ، الآية : 5 .

296

نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي    جلد : 1  صفحه : 296
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست