نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 278
والتربية . فهناك طائفة من الأمور الخيرة والشريرة تدركها جميع الأمم والشعوب في العالم ، ولا تحتاج في فهمها إلى معلم ، بل إنها من الأمور الفطرية عندهم . ويمكن تسمية هذا القسم باسم ( الوجدان الأخلاقي الفطري ) . وهناك طائفة من الخيرات والشرور ، لا يدركها الانسان بفطرته بل إن الأنبياء - القائمين على تربية البشرية - هم الذين علمونا حسنها أو قبحها ، وقد أصبحت لها على مر العصور جذور عميقة في نفوس الناس ، هذه الطائفة غير فطرية ويمكن تسميتها باسم ( الوجدان الأخلاقي التربوي ) . إن خيانة الأمانة والتزوج بالأم يشتركان في القبح في نظر الوجدان الأخلاقي للناس ، ولكن الفرق بينهما أن قبح الخيانة ناشئ من طريق الادراك الفطري ، أما قبح التزوج بالأم فإنه ناشئ من تعليم وتربية الرجال العظماء في العالم . ولهذا فيجب أن نقول : إن الخيانة قبيحة بحكم الوجدان الأخلاقي الفطري ، وأن التزوج بالأم مذموم بحكم الوجدان الأخلاقي التربوي . نظرية فرويد واتباعه : « إن الطفل يرغب في الحركة والنشاط بحرية ، ولكن هذه الرغبة تصطدم منذ البداية بمقتضيات الحياة الاجتماعية إنه يرغب في أن يرفع احتياجاته الطبيعية كما يشاء ولكنه يلزم بمراعاة النظام والنظافة ، فلا يترك الطفل في أن يعتدي على رفيقه كما يشاء أو أن أن يعض أمه ، أو يحطم دماه ووسائل لعبه ، وأخيراً فإنهم يقفون حجر عثرة أمام إرضاء ميوله الناشئة من الأنانية والاعجاب بالنفس » . « لما كان كل ميلٍ يتعين بهدف خاص ، فعلى الطفل أخيراً أن ينصرف عن هدفه في هذه الموارد . إن ما يهم لبحوثنا وتحقيقاتنا هو أن نعلم ماذا سيؤدي إليه هذا ( الانصراف ) ؟ » . « يجب أن نبحث عن أن جميع مظاهر الميول المكبوتة في الوجدان الباطني ، معلولة لعدم ملائمتها مع الظروف الاجتماعية » .
278
نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 278