نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 250
الحقائق التي يدركها الوجدان . ولا بد من الاستفادة من القوتين الفطريتين ( الوجدانين الطبيعيين ) في عمليات التربية الايمانية والخلاقية وهما : فطرة المعرفة . والأخرى : فطرة تمييز الخير من الشر ، وتسمى الأولى بالوجدان التوحيدي ، والثانية بالوجدان الأخلاقي . الوجدان التوحيدي : هو إدراك جميع الشعوب والأمم - من أي طبقة كانوا - بفطرتهم الطبيعية ووجدانهم الباطني أن هناك قوة لا محدودة وقدرة عظيمة غير خاضعة للتغيرات تسيطر على هذا الكون . تلك الحقيقة المجهولة التي يدركها كل انسان هي الله تعالى ، وتلك القوة المدركة الموجودة في باطن كل فرد ، والتي تدلنا على هذه الحقيقة هي الوجدان التوحيدي . أما الوجدان الأخلاقي : فهو عبارة عن القوة المدركة المودعة في باطن كل فرد ، والتي تميز الخير من الشر . وبعبارة أخرى : يوجد في باطن جميع الأفراد من مختلف الشعوب والأقوام ( الآسيويين ، والأوربيين ، الإفريقيين والأمريكان ، البيض ، والسود ، الرجال والنساء ، المؤمنين والملحدين ) قوة مدركة مستترة يستطيعون بها إدراك كثير الأمور الصالحة والفاسدة من دون حاجة إلى معلم أو مرب ، أو كتاب أو مدرسة . . . هذه القوة المدركة تسمى عند علماء النفس بالوجدان الأخلاقي . محكمة الوجدان : يمكن تمثيل الوجدان الأخلاقي بقاض حاذق وقوي يحاكم صاحبه عند ارتكابه جريمة ويحكمه ، ويجازيه على أعماله السيئة بالضربات المؤلمة التي يوجهها على روحه وأعصابه . لا توجد في العالم محكمة تضاهي محكمة الوجدان في قوتها وحريتها فالمجرم مهما كان قوياً فإنه ضعيف وعاجز أمام قاضي الوجدان ، ولا يستطيع أن يهرب من عقوبات محكمة الوجدان بأي وسيلة أصلاً . للجنون أو الأمراض النفسية والعصبية عوامل مختلفة ، وإن مما لا شك
250
نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 250