نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 244
هذه هي الوظائف الرئيسية التي يمكن للأسرة أن تقوم بها بينما تعجز روضة الأطفال عن القيام بها . الأسر الشريفة والأسر المنحطة : وفي نهاية المطاف يجب أن نتنبه إلى نكتة مهمة ، وهي أنه ليس باستطاعة أي أسرة أن تقوم بالتربية الصحيحة وليس بإمكان حجر كل أب أو أم أن يصبح أحسن مدرسة للطفل . فالشرط الأساسي هو أن يكون جو الأسرة نزيهاً مبرءاً من الفساد والإجرام والخيانة وارتكاب الخطأ بل يشترط أن يكون الوالدان حائزين على صفات وملكات فاضلة . فالوالدان المنحرفان لا يستطيعان أن في أحضانهما أطفالاً صالحين فإن ( فاقد الشيء لا يعطيه ) . ولقد قال الشاعر : يا أيها الرجل المعلم غيره * هلا لنفسك كان ذا التعليم إبدأ بنفسك فأنهها عن غيها * فإذا انتهت عنه فأنت حكيم ( 245 ) لقد أدى إسراف المدنية الحديثة في الجوانب المادية والشهوات الحيوانية إلى إضعاف الجوانب المعنوية والروحية . فإن كثيراً من الأسر فقدت معنوياتها على أثر التلوث بأنواع الجرائم والذنوب ، وأنتجوا في النهاية أولاداً مجرمين ومنحطين ، فاسدين ومنحرفين ! ! . « في كثير من الأسر لا يواجه الطفل إلا أساليب فاسدة وبعيدة عن الأخلاق ، ولا يتجلى أمام ناظريه الثاقبين إلا أمثولة السلوك الأهوج والإهمال والكسل . من المؤسف أن هذه الحقيقة غير قابلة للإنكار ، وأن عدداً كبيراً من حوادث السقوط والانهيار في المجتمع ينبع من هذه النقطة . وإذا لم يقدر طفل أن يظهر بصورة إنسان كامل في أمثال هذه الأسر المنحطة ، وسببت إرادته المهملة التائهة نوعاً من الفوضى والاضطراب في المجتمع فيجب أن نقول : إن أسرة واحدة قد قصرت في أداء واجبها الطبيعي . لقد كتب الدكتور ( آدفرير ) بهذا الصدد : إن مسألة التربية في الأسرة
244
نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 244