نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 209
الخمر والاجرام : والامام الباقر ( ع ) حين يتطرق لعلة حرمة الخمر يقول : « إن مدمن الخمر كعابد وثن ، ويورثه الارتعاش ، ويهدم مروءته ، ويحمله على التحبسر على المحارم من سفك الدماء ، وركوب الزنا » [1] . إن العوارض التي تصيب البدن من جراء شرب الدم يمكن قياسها أما قساوة القلب فلا يمكن فحصها في المختبرات . وكذلك أثر الكحول على الأعصاب والابتلاء بالخرف فإنه غير مخفي على العلماء ، ولكن لا يمكن مشاهدة المروءة والقيم الأخلاقية في المختبر . إن التغذية تلعب دوراً أساسياً في المسائل الاجتماعية في العصر الحديث . فالمؤسسات المختصة بهذا الموضوع والمجهزة بالوسائل العلمية المختلفة تفحص جميع جوانب الغذاء ، بأن لا يكون فاسداً ، وأن يكون الباعة أو الطهارة سالمين ، وأن تكون المطاعم مطابقة للشروط الصحية من كل جانب . . . وبصورة موجزة فإنها تعمل جهدها مستعينة بالوسائل العلمية والقوى التنفيذية الصارمة لكي تقف أمام تلوث الغذاء وفساده . فقد يصادف سمم البعض من جزاء تناول ( الدوندرمة ) وحينئذ تعمل جميع المؤسسات ، والناس يعترضون ، والجرائد تتحدث حول الموضوع ، البائع يوقف ويتحقق معه : لماذا صنعت الدوندرمة من حليب فاسد وسببت تسمم مئات الأفراد ! ! . وإذا لم تكن قيمة التغذية الروحية أعلى من قيمة التغذية المادية فهي ليست أقل منها . فمن الضروري أن يبذل الاهتمام للغذاء الروحي بنفس النسبة من الهتمام بالغذاء المادي ، والذي يرغب في أن يكون سعيداً يجب عليه أن يلتفت إلى سلامة غذائه الروحي كالتفاته إلى سلامة غذائه المادي . إن خطر التسمم الروحي أشد بكثير من خطر تسمم الجسم ، فإذا تسمم ألف شخص في مدينة من جراء تناول طعام فاسد ولم تنجح علاجات الأطباء معهم وماتوا جميعاً فقد مات من تلك المدينة ألف شخص فقط . أما إذا أصيب ألف فرد في