نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 197
« ولأجل أن يقع التعليم والتربية مفيدين يجب التبكير في ذلك ، أي أنه يجب الاهتمام بالجوانب الفسيولوجية للطفل فقط منذ الأسابيع الأولى للولادة ، وبعد مضي عام واحد يجب أن يبدأ بالمسائل الروحية . إن قيمة الزمن ليست واحدة للطفل ولأبويه . إن يوماً واحداً في السنة الأولى أطول بكثير من يوم واحد في السن الثلاثين . وربما تبلغ الستة أضعاف بالنسبة لأكثر الحوادث الفسيولوجية والروحية . وعليه فيجب أن لا يهمل الدور الطفولي الخصب بلا إنبات . فمن المحتمل أن تكون نتيجة تنفيذ مقررات الحياة أكثر حتمية طوال الأعوام الستة أولى من الحياة » [1] . قلب الطفل صفحة بيضاء : يقول الامام أمير المؤمنين ( ع ) لولده الحسن : « إنما قلب الحدث كالأرض الخالية . ما ألقي فيها من شيء قبلته فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك ويشتغل لبك » [2] . إن قلب الطفل صفحة بيضاء ، لا يوجد فيها فكرة صحيحة أو خاطئة . والاباء والأمهات الشاعرون بالمسؤولية هم الذين يستغلون ذلك أقصى الاستغلال ويجعلون قلوب أطفالهم تتزين بالملكات الفاضلة والأخلاق الحميدة . إن عواطف الطفل ومشاعره تظهر قبل عقله ، ويمكن الاستفادة من أحاسيسه قبل ذخائره العقلية بكثير . إن الأطفال في جميع أنحاء العالم يرسلون إلى المدارس بعد السنة السادسة ، ومن ذلك الحين تتفتح المواهب الفكرية للطفل ، في حين أن أحاسيسه ومشاعره تبدأ بالنشاط قبل ذلك بزمن طويل . وفي الوقت الذي لا يفهم الطفل المسائل العليمة ولا يدركها ، يدرك القضايا العاطفية وتؤثر فيه كالحدة والغلظة ، واللين والرفق ، العطف