responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي    جلد : 1  صفحه : 183


كتابه قال : فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب » [1] .
إن الحرية المطلقة والاختيار الكامل الذي لا يحده شرط أو قيد إنما يختصان بذات الله فقط : « كذلك يفعل الله ما يشاء » ( 2 ) .
لقد أراد الله للحيوانات عند خلقها أن تكون فاقدة للإرادة والاختيار وأن تطبق مراسم الهداية التكوينية بدون أي اعتراض ، لكنه تعلقت إرادته في مورد خاص أن يخلق موجوداً مالكاً للإرادة والاختيار ، ويمنحه شيئاً من الحرية والقدرة . . . فخلق الانسان ووهبه العقل ، وأبصره بطريق السعادة والشقاء ، وأعطاه الحرية في مقام العمل ، حتى يستطيع الذهاب إلى أي اتجاه أراد باختياره .
وهب أن بنية الانسان تتكون من نفس العناصر الأولية لهذا العالم وبالرغم من أنه يشترك مع عالم النبات والحيوان في صفات طبيعية كثيرة ولكنه يمتاز عنها بمزية تجعله لائقاً لتحمل مسؤولية الحرية والاختيار . ففي الانسان توجد ثروة خاصة ، وكنز إلهي دفين ، وشعلة نيرة ، وروح سماوية تجعله يرتقي على جميع الموجودات في الطبيعة .
يتحدث الله تعالى في القرآن الكريم للملائكة عن إرادته لخلق الانسان فيقول : « فإذا سويته ونفخت فيه من روحي ، فقعوا له ساجدين » ( 3 ) .
روح الله :
نعم هذه روح الله تعالى . . . فمتى تمت تسوية بناء هيكل الانسان ونفخ الله تعالى فيه من روحه وجب على الملائكة أن يسجدوا له . إن تسوية الهيكل ليست مختصة بالانسان ، بل هي موجودة في جميع الموجودات . إن الله تعالى


( 3 ) الكافي ج 1 ص 13 . ( 4 ) سورة آل عمران ، الآية : 40 .
[1] سورة الحجر ، الآية : 29 .

183

نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي    جلد : 1  صفحه : 183
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست