responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي    جلد : 1  صفحه : 172


الكسل ، الخسة ونحوها من الصفات من أبويهم ، وهذه الصفات ليست من قبيل القضاء الحتمي والمصير القطعي الذي لا يقبل التغيير - كما سبق آنفاً - بل بإمكان التربية الناجحة والبيئة الصالحة ان تبعد الطفل عن المفاسد ، وترشده إلى طريق الفضيلة والطهارة .
كانت الجزيرة العربية قبل الاسلام مصابة بأنواع الانحرافات الروحية والخلقية طيلة قرون متمادية ، حيث الرذائل متأصلة في جذور ذلك المجتمع كالخيانة والسرقة ، والعصبية والافساد ، والجبن والحمق ، وما أشبه ذلك . ومن البديهي أن أطفالهم يتولدون مع استعدادات للسلوك غير المرضي مضافاً إلى أن البيئة الفاسدة كانت تساعد على نمو تلك الصفات الرذيلة وظهور الاستعدادات الفاسدة إلى عالم التنفيذ .
أعظم مربي للبشر :
. . . ومع ذلك فان الرسول الأعظم ( ص ) عمل بفضل أساليبه التربوية الصالحة وتعاليمه الدينية العظيمة على قمع الصفات الرذيلة في نفوس أولئك الذين خضعوا لتربية ، وزرع مكانها الصفات الحميدة والملكات الفاضلة .
يروي لنا التاريخ قصة الجيش البسيط الذي قدم به أبرهة من الحبشة إلى مكة لهدم بيت الله الحرام . ورأينا كيف أن أهالي مكة الجبناء خرجوا منها من فرط خوفهم ووحشتهم ولجأوا إلى سفوح الجبال ، ولم يجرأوا على المقاومة يوماً واحداً . ولكن الأساليب التربوية الدقيقة للنبي ( ص ) غيرت أسلوب حياتهم تماماً . . . فنفس أولئك الناس الذين كانوا ضعفاء قبل مجيء الاسلام ، أظهروا من الشجاعة والاقدام والشهامة في ظل إرشادات النبي وفي كنف مدرسته التربوية العظيمة حيث صمدوا لأقوى دول العالم آنذاك ، واستطاعوا من أن يخوضوا أعظم الحروب ويفتحوا البلدان العظيمة ويرجعوا إلى أوطانهم فاتحين غانمين . . . وهكذا شأن جميع الصفات الرذيلة فقد اختفت من نفوسهم بفضل تعاليم الاسلام وحلت محلها الصفات الحميدة والسجايا الخلقية الفاضلة .

172

نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي    جلد : 1  صفحه : 172
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست