نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 171
الرياضيات والطبيعة والكيمياء . وسوف تبدو وسائل التعليم الراهنة سخيفة . وسيسأل علماء الصحة عن السبب الذي يحدوهم إلى الاهتمام فقط بمنع الأمراض العضوية دون الأمراض العقلية والاضطرابات العصبية ، كما سيسألون عما يجعلهم لا يبذلون إهتماماً بالصحة الروحية . ولماذا يعزلون المرضى بالأمراض المعدية ، ولا يعزلون أولئك الذين ينشرون الأمراض العقلية والأدبية ، ولماذا يعتبرون العادات المتولدة عن الأمراض العضوية عادات ضارة دون العادات التي قد تؤدي إلى الفساد والاجرام والجنون ؟ ! » [1] جسد الطفل وروحه : إن الانسان عبارة عن الجسد والروح ، والمادة والمعنى . فالتربية الصحيحة والتامة عبارة عن إحياء جميع الميول المادية والمعنوية ، والمربي القدير هو الذي يلاحظ التوازن بين مطاليب الجسد ومطاليب الروح . فكما يعتني بسلامة جسد الطفل ، يجب أن يعتني بسلامة نفسه أيضاً . فيحاول أن يبذر في نفسه بذور الفضيلة والايمان من أولى أدوار حياته ليتربى تربية طاهرة صحيحة . فكثير من العوارض النفسية والمآسي التي تؤدي إلى الأمراض الروحية والعقلية ، وقد تجر إلى الجنون أو الانتحار أحياناً . . . إنما هي معلومة للانحطاط الخلفي والانحراف عن السجايا الانسانية . ومن المؤمل أن نبحث - بتوفيق من الله - في قسم منها في المحاضرات القادمة . قلنا : أن الأساس الثاني لبحثنا في هذه المحاضرة هو أن المربي القدير يجب أن يسعى لدحر الميول المنحرفة والصفات البذيئة التي ورثها الطفل من أبوية ( كتربة مساعدة ) ، فيعمل على قمعها وإخفاء آثارها . ويزرع مكانها البذور الصالحة للسلوك المفضل . فبعض الأطفال قد ورثوا الجبن ، البخل ،