responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي    جلد : 1  صفحه : 170


العمل فعاقبته أنه يصل إلى أعلى درجات الانسانية ، ومن حاد عن طريق الفطرة السليمة يتردى إلى أسفل سافلين .
وما أكثر أولئك الذين لا يملكون من حطام الدنيا شيئاً ، يعيشون في بيوت حقيرة ، ومع ذلك فإن حب الله القدير يعمر قلوبهم وتحيا فيهم السجايا الخلقية ، ويعيشون مثل ملائكة الجنة في غاية الطمأنينة والرفاه والاستقرار الروحي . . . هؤلاء هم البشر الواقعيون الذين لا يفكرون في شيء غير الطهارة والفضيلة .
وعلى العكس فما أكثر أولئك الذين يعيشون في القصور الضخمة لكن فقدانهم لعنصر الايمان وانشغالهم بالرذائل يجعل قصورهم تلك جحيماً لا يطاق ، حيث نار الحسد والحقد والتشاؤم والأنانية تحرق أرواحهم ، والحرص والطمع والخيانة والجناية ترديهم إلى هوة سحيقة من الفساد والشقاء والبؤس .
ملجأ البشرية :
في مد الحياة وجزرها ، وفي إضطراباتها الروحية . . . يعتبر الاتجاه إلى الله والايمان بالتعاليم الدينية أحسن ملجأ للبشرية . ومما يؤسف له أن المدنية الحديثة لا تقيم وزناً لهذه القيم والمثل ، وكثير من الشبان والشابات يلجأون إلى الخمرة في يوم اندحارهم ورسوبهم ، أو ينتحرون .
« عزلت المادة نهائياً عن الروح . وحينئذ اتخذت التركيبات العضوية والآليات الفسيولوجية حقيقة أكبر كثيراً من التفكير والسرور والحزن والجمال . ولقد دفعت هذه الغلطة الحضارة إلى سلوك طريق أدى إلى فوز العلم وانحلال الانسان » .
« فإذا كان على الحضارة العلمية أن تتخلى عن الطريق الذي سارت فيه منذ عصر النهضة وتعود إلى ملاحظة المادة الجامدة ببساطة فسوف تقع أحداث عجيبة على الفور ستفقد المادة سيادتها ، ويصبح النشاط العقلي مهماً كالنشاط الفسيولوجي ، وسيبدو أن لا مفر من دراسة الوظائف الأدبية والجمالية والدينية كدراسة

170

نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي    جلد : 1  صفحه : 170
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست