responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي    جلد : 1  صفحه : 162


بشرية وروحاً ملكوتية إلهية ، فالسعيد من اعتنى بجميع ذخائره وثرواته المادية والمعنوية ، وحاول استغلالها والاستجابة لها حسب قياس صحيح . وهكذا فالانسان في الوقت الذي يهتم بجلب اللذائذ الجسمانية ويستجيب للميول الحيوانية يجب أن يهتم بصفاء باطنه . وإحياء الميول المعنوية التي تعد جزءاً من فطرته ، ويحاول استخدام مواهبه كلها في سبيل الوصول إلى التكامل ، منقاداً في ذلك للفطرة بإخلاص تام ، لكي لا يلقى عقابه على يد الطبيعة التي تخلف عن قوانينها .
الانحراف عن طريق الفطرة :
إن من المؤسف أن الحياة العصرية قد انحرفت بالبشر عن طريق الفطرة وقصرت اهتمامها على الجوانب المادية فقط . إن أكثر الأفراد اليوم يرون البشرية من خلف منظار اللذائذ والشهوات ، فيتناسون أهمية الجوانب المعنوية . وعلى هذا الأسلوب من التفكير يربون أبناءهم أيضاً فيعطفون جل اهتمامهم على العيش الرغيد والالتذاذ أكثر ، في حين أن اهتمامهم بتربية الايمان الفطري والسجايا الخلقية والواجبات الروحية . . . لا يبلغ الواحد في المائة من العناية بالجوانب المادية ، ولا شك في أن الانحراف عن طريق الفطرة لا يبقى بلا عقاب .
إن المدنية الحديثة تسيطر على العالم منذ مدة ، والعلماء يقفون كل يوم على حل رمز جديد من كتاب الكون ، ويخطون خطوة جديدة في طريق العلم ، ويحرزون انتصارات عظيمة في هذا السبيل . ولذلك فإن أسلوب المعيشة قد تغير والحياة ملئت جمالاً ، وخضع البر والبحر والجو لسيطرة البشر ، فالأكواخ المرطوبة المظلمة قد استبدلت بالقصور الضخمة الفاخرة المجهزة بجميع وسائل الراحة . وهكذا حلت النفاثات الجميلة القوية محل الفرس والجمل حيث توصل المسافر في أتم الراحة وأسرع الوقت إلى مقصده . ولا غرابة إذا رأينا أن المغازل اليدوية للعجائز وأدوات الحياكة اليدوية للشيوخ تخلي مكانها لمعامل الغزل والنسيج الأوتوماتيكية ، وهكذا خرجت الزراعة عن شكلها القديم ، وبدأ المزارعون العمل في الحقول بأحدث المكائن الزراعية وفقاً

162

نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي    جلد : 1  صفحه : 162
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست