نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 145
الذي نظم بناء الخلق العظيم بعلم وحكمة ، وأعطى لكل موجود ما يستحقه ويحتاجه في بلوغ مقاصده ، ولذلك فإن آثار قدرته تعالى ظاهرة في كل موجود . يقول الشاعر : فانظره في حجر وانظره في شجر * وانظره في كل شيء . . . إنه الله ويقول الآخر : وفي كل شيء له آية * تدل على أنه واحد استخدام العضو : إن الحصول على الأدوات والآلات أمر . . . وكيفية استخدام تلك الآلات أمر آخر ، فمكبرة الصوت عبارة عن جهاز لتوزيع الصوت وإيصاله إلى ابعد ما يمكن ، ولكن استخدام هذا الجهاز والاستفادة منه يحتاج إلى علم وإطلاع بشؤونه ، فمن الممكن أن توجد قاعة ما أجهزة فخمة لتكبير الصوت ولكن لا يوجد عامل فني واحد يعرف كيفية استعمالها . وهكذا ، فوجود وسائل الفحص بالأشعة السينية وأدوات الجراحة في المستشفى يختلف عن كيفية استخدامها . فإنه لا بد من طبيب ممارس كي يعرف كيفية التصوير بدقة ، وتشخيص حصى الكلية مثلاً ، ثم كيفية شق بطن المريض بالمباضع والسكاكين واستخراج الحصى ، وإعادة خياطة موضع الجرح بدقة . . . وفي النهاية برء المريض وخلاصه من الآلام . ولهذا نجد أن الدليل الثاني الذي يقدمه موسى لفرعون على وجود الله تعالى هو : أنه بعد الفراغ من تزويد الله تلك الموجودات بالوسائل والأدوات اللازمة ، علمها كيفية استخدام تلك الأعضاء وطريقة الاستفادة من تلك الآلات والأجهزة كلاً على حدة . إن بعوضة ضعيفة تعرف كيف وأين تدخل مضخة الدم أي خرطومها الذي هو بمثابة المحقنة الطبية لتمص الدم بذلك ، وتحفظ حياتها بالتغذي عليه . هذا النظام الدقيق ، وهذه الأساليب المتقنة لا يمكن أن تصدر من ناحية
145
نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 145