والعواري مستردة ورخاء بعد شدة . انما الدنيا عواري شدة بعد رخاء . وقال الآخر : تأمل في ألم نشرح لا تحزن ولا تفرح . إذا ضاقت بك الدنيا تجد عسرين مع يسرين . قال تعالى : ( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ( 5 ) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ( [ الانشراح / 6 - 7 ] . فإذا فكر العاقل في هذه الأمور وغيرها لتسلية نفسه زال عنه الحزن المهلك للنفس المضر لصحتها والمذهل عن الثواب والمنافي للصبر والتسليم لأمر الله والذي نهى الله عنه بقوله تعالى : ( لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ ( . ثم قال تعالى : ( وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ( وهذا الفرح المنهي عنه - كما مر - هو الفرح المطغي للإنسان الملهي له عن الشكر لله عز وجل ، ودليل ذلك قوله تعالى في خاتمة الآية : ( وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ( فدل بهذا المعنى على انه ذم الفرح الذي يُختال فيه صاحبه ويبطره ، ومما لا ريب فيه ان الله لا ينهى ولا يبغض إلا عن هذا الفرح الذي يؤدي إلى البطر والفخر والخيلاء لأن ذلك يؤذي الفقراء أولاً الذين يعانون ألم الفقر ويؤدي إلى الاستهتار في النعمة وعدم الحيطة من