ومن هنا لما قُبض إبراهيم ابن النبي ( ص ) وهو إذ ذاك صبي صغير ، مشى النبي في جمع من أصحابه خلف جنازته وشوهد وهو يبكي ودموعه تجري على خديه فقيل له : أوَ تبكي يا رسول الله ؟ فقال : نعم تدمع العين ويحترق القلب ولا نقول ما يسخط الرب ، وانا بك يا إبراهيم لمحزونون [1] . الأمور المسلية للإنسان فيما يصيبه من الابتلاءات ويمكن أن يصبّر صاحب المصيبة نفسه ويسلّيها بدفع الحزن عنها المهلك لها بأمور كثيرة منها أن يفكر أولاً في انه حزن أو لم يحزن فإن المصيبة قد نزلت به وقد تلقاها ولا محيص له عنها وان شأن الدنيا ان تُسر وتسئ وما غير الصبر من أمر متعين للعاقل ، يقول الإمام موسى بن جعفر ( ع ) : إن صبرتَ جرتْ عليك المقادير وأنت مأجور وإن جزعت جرت عليك المقادير وأنت مأزور . إلى هذا يشير بعض الشعراء حيث يقول : وإلا فاتك الأجر فلا ذاك ولا هذا . إذا حل بك الأمر فكن بالصبر لواذا . وقال الآخر : فلياليك حكمها أن تجورا نوباً تارة وطوراً سرورا . ان تكن جازعاً لها أو صبورا يصحبنك الضدين ما دمت حيا .
[1] ( إقناع اللائم ) للسيد محسن الأمين العاملي ص 47 و 48 نقلاً عن البخاري في صحيحه ، وعن ابن ماجة في سننه .