مفصّلات الكتب الطبية التي استخلصتها أفكار العلماء والأطباء طوال مدة كلها تجارب وبحث وتنقيب . وقد أخطأ من تصور أن في الأكل الكثير يكون منه للجسم غذاء كثير ، والصحيح الواقع إن الغذاء النافع لا يكون إلا في الطعام الذي يحسن ويسهل هضمه ، وأما الإكثار منه يكون جالباً للضرر والمرض . وقد جاء في حديث ما كتب على أبواب الجنة الثمانية الذي رواه الخاصة والعامة عن عبد الله بن مسعود عن النبي ( ص ) انه قال : وعلى الباب الثالث مكتوب : لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله ، لكل شئ حيلة وحيلة الصحة في الدنيا أربع خصال : قلة الطعام وقلة الكلام وقلة المنام وقلة المشي [1] . وقال ( ص ) أيضاً : إياكم والبطنة فإنها مفسدة للبدن ومورثة للسقم ومكسلة عن العبادة . وقال ( ص ) : لا تميتوا القلوب بكثرة الطعام والشراب فإن القلوب تموت كالزرع إذا كثر عليه الماء . ثم جاء من بعده ( ص ) حفظة شريعته وخلفاؤه في أمته يتابعون صوته ويذيعون كلمته ، فقال حكيم الإسلام علي ( ع ) : لا صحة مع النهم ، وقال أيضاً وهو يوصي ولده الحسن الزكي ( ع ) : يا بني ألا أكلمك أربع كلمات تستغني بها عن الطب ؟ فقال بلى . قال : لا تجلس على الطعام إلا وأنت جائع ولا
[1] راجع حديث ما كتب على أبواب الجنة الثمانية وأبواب النار السبعة من الحكم وعلى أبواب الجنة الثمانية علي ولي الله كتابنا ( الصلاة على النبي وآله في الميزان ) ومصادره من الفريقين فإنه مهم جداً .