بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ( [ آل عمران / 65 ] [1] . نعم هكذا كتب النبي ( ص ) إلى المقوقس : أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت ، أي أعرضت فإنما عليك أثم القبط وهكذا كانت كتاباته إلى غالب الملوك والرؤساء فمثلاً يكتب إلى كسرى ملك الفرس : اسلم تسلم فإن أبيت فعليك أثم المجوس ، ويكتب إلى قيصر ملك الروم : أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فإنما عليك أثم الأريسيين ، ويكتب إلى النجاشي ملك الحبشة : فاسلم تسلم فإن أبيت فعليك أثم النصارى من قومك . . الخ . ومن هنا نعلم علم اليقين ان الملوك والرؤساء وسائر العلماء والأصحاب إن أسلموا للحق وأهله واستقاموا عليه يؤتهم الله أجراً مضاعفاً مرتين ، وان أبوا ونافقوا في دينهم يكون عقابهم مضاعفاً مرتين أيضاً ، وهذا المعنى يشير إليه القرآن المجيد بل يصرح به في خطابه إلى زوجات النبي ( ص ) بقوله : ( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ( 30 ) وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا ( [ الأحزاب / 31 - 32 ] . ويقول تعالى حاكياً دعاء أهل النار وهم في النار : ( وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاَ ( 67 ) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنْ الْعَذَابِ
[1] راجع مصادر كتاب النبي ( ص ) إلى المقوقس وقصته في كتاب ( مكاتيب الرسول ) للعلامة علي بن حسين علي الأحمدي ج 1 ص 97 - 104 وكتبه إلى كسرى وقيصر والنجاشي ص 90 وص 105 وص 133 .