نام کتاب : الرفق في المنظور الإسلامي نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 47
المريع بين ما يدعونه وينفقونه في خدمة الحيوان عامة ، والكلاب خاصة ، وبين واقعهم الوحشي الذي قام وتنامى على دماء الشعوب البريئة وطاقاتها ؟ إن اللبنة الأولى التي أنشأت عليها الحضارة الغربية المعاصرة كانت تجارة الرقيق ! العمل الوحشي المشين ! الذي ما كان يجري - مع بشاعته - إلا بأبشع الأساليب وأكثرها همجية وعدوانا ، إذ يباغتون أبناء القرى الضعيفة في إفريقيا ، فيقتطعون منهم من شاءوا من الشباب والنساء ، غير مبالين بأطفال يفصلون بهذه الطريقة عن أمهاتهم ، ولا بالأمهات يسقن قسرا تحت وقع السياط بعيدا عن أطفالهن وأزواجهن وبيوتهن ! لقد عرفت هذه الحضارة لكلاب أوربا من الحقوق ما لا تعرفه لجميع شعوب العالم ! ولم تنته سياسة امتهان الشعوب وسحق الأطفال والنساء في عالم يدعي مناصرة الطفل والمرأة ويعلن حروبا تحت هذا الستار ، لم تنته هذه السياسة بانتهاء زمن تجارة الرقيق ، بل هي السياسة القائمة اليوم في ظل ما يسمى ب ( النظام الأمني الجديد ) ! إنه التناقض المفضوح ، ولكنه تناقض الأقوياء الذين يغلفون سوءاتهم بما يمتلكون من قوة وبطش وقدرة على إلجام الضعفاء .
47
نام کتاب : الرفق في المنظور الإسلامي نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 47