نام کتاب : الخير والبركة في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 25
أمر الله سبحانه ، بموجب هذه الآية الكريمة ، أن تكون بين المسلمين على الدوام فئة تدعو الناس إلى مطلق الخير وضروب البرّ والإحسان ، وتأمر بالتزام مطلق " المعروف " ، كما تنهى عن مطلق " الشرّ " وضروب السيّئات وألوان الإثم وتردع عن مطلق " المنكر " . النقطة الجديرة بالانتباه ، أنّ القرآن الكريم سمّى الخير وضروب المكارم والإحسان معروفاً ، وفي المقابل سمّى الشرور والسيّئات منكراً ؛ ممّا يعني أنّ الفطرة الإنسانية السليمة تعرف الخير وتسكن إليه وتألفه ، على حين هي غريبة عن الشرّ . ( 1 ) ثمّ هاهنا نقطة أُخرى تتمثّل في أنّ جميع معالم الإسلام العقيدية وبرامجه الأخلاقية وخططه العملية ، تنتظم في إطار الخير والمعروف ، وأنّ جميع ما يرفضه الإسلام وينكره يقع في إطار الشرّ والمنكر ، ومن ثَمَّ ستكون أقصر كلمة في تعريف الإسلام ، هي القول بأنّه : دعوة إلى المكارم وزجر عن السيّئات . الدعوة إلى مطلق الإحسان تنطوي كلمة الإحسان في منظور الرؤية القرآنيّة والحديثية على معنىً واسع يمتدّ ليشمل الخير في جميع المضامير والمجالات ( 2 ) ، والإسلام بدوره دعا المجتمع الإنساني إلى مطلق ألوان الخير وضروب البرّ كافّة : ( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْساَنِ ) . ( 3 ) ومن منظور الإمام عليّ ( عليه السلام ) كلّ ما يُطلق عليه " معروف " ينطبق عليه لفظ