نام کتاب : الخير والبركة في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 24
هذه الهداية ، هي هداية الفطرة التي عبّر عنها القرآن في آية أُخرى ب " الإلهام " حيث قوله سبحانه : ( وَنَفْس وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ) . ( 1 ) إنّ إلهام التقوى هو تعبير عن الهداية الفطرية نفسها الدالّة على معرفة طريق الخير ، كما أنّ إلهام الفجور هو بنفسه تعبير عن معرفة الشرّ . فالله سبحانه خلق الإنسان على نحو يستطيع معه أن يميّز الخير والشرّ ، والتقوى والفجور ، ومن ثَمَّ ما من إنسان إلاّ وهو يعرف أنّ العدل حَسن وخير ، وأنّ الظلم قبيح وشرّ ؛ وأنّ الإحسان إلى الآخرين خير ، والعدوان على حقوق الناس شرّ . لو سُلب الإنسان هذه المعرفة وخلّي بينه وبين هذا الوعي ، لكان ذلك - في الواقع - سلباً لإنسانيّته ، بحيث يغدو بمنزلة البهيمة لا فرق بينه وبين سائر الحيوانات . من هذا المنطلق جاء عن الإمام عليّ ( عليه السلام ) قوله : " مَن لَم يَعرِفِ الخَيرَ مِنَ الشَّرِّ فَهُوَ بِمَنزِلَةِ البَهيمَةِ " . ( 2 ) الدعوة إلى مطلق الخير والمعروف استناداً إلى فطرية الخير وبداهة معاني المعروف والبرّ والإحسان ، تبنّى القرآن الكريم دعوة الناس إلى هذه المعاني على نحو مطلق ومن دون أي قيد أو شرط : ( وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلئكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) . ( 3 )
1 . الشمس : 7 و 8 . 2 . راجع : ح 2 . 3 . آل عمران : 104 .
24
نام کتاب : الخير والبركة في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 24