حتّى تنبَّه فجرٌ من خلال دجَى * كأنَّه مقلةٌ زرقاء في رمدِ البحتري : ولقد بعثنا اليعملاتِ قواصداً * لفنائكَ المأنوسِ قصدَ الأسهمِ تطوي الفيافي والنجومُ كأنَّها * خلل الحنادسِ شعلةٌ في أدهمِ وقال أبو فراس الحارث بن سعيد وأجاد : لبسنا رداءَ الليلِ والليلُ راضعٌ * إلى أنْ تردَّى رأسهُ بمشيبِ وبتنا كغُصني بانةٍ عانقتهُما * مع الصبحِ ريحاً شمألٍ وجنوبِ إلى أن بدا ضوء الصباح كأنه * مبادي نصولٍ في عذارِ فيا ليلُ قد فارقتَ غيرَ مذمَّمٍ * ويا صبحُ قد أقبلتَ غيرَ حبيبِ وقال آخر : زارني والدجى أحمّ الحواشي * والثريا في الغرب كالعنقودِ وكأنَّ الهلال طوق عروسٍ * حلّ منها على غلائل سودِ