وكأنما أيدي الربيع نديّةً * نشرتْ ثيابَ الوشي فوقَ رباكِ وكأنَّ درعاً مُفرغاً من فضةٍ * ماءُ الغديرِ جرتْ عليه صباكِ وقال يصف الروض :قد أغتدي على الجيادِ الضمّرِ * والنجمُ في طرّةِ صبحٍ مسفرِ كأنهُ غرَّة مهرٍ أشقرِ * والوحشُ في أوطانها لم تنفرِ والليلُ معسولٌ بلبلٍ ممطرِ * كالعصبِ أو كالوشي أو كالجوهرِ من أبيضٍ وأصفرٍ وأحمرِ * والأرضُ ريَّا ذاتُ عودٍ أخضرِ ملتحف بالورقِ المنتشرِ * فيه الندى مستوقف لم يقطرِ كدمعةٍ حائرةٍ في محجرِ وقال البحتري :أتاكَ الربيعُ الطلقُ يختالُ ضاحكاً * من الحسنِ حتّى كادَ أنْ يتكلَّما وقد نبَّه النيروزُ في غسقِ الدجى * أوائلَ وردٍ كنَّ بالأمسِ نوَّما يُفتِّحه بردُ الندى فكأنه * يبثُّ حديثاً كانَ قبلُ مكتَّما