responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التذكرة الفخرية نویسنده : بهاء الدين المنشئ الأربلي    جلد : 1  صفحه : 383


وصف في الربيع وأزهاره وما يلازمه من نعت أنهاره وتغريد أطياره وصوت بلبله وهزاره .
أقول : إن الربيع حياة النفوس ، وبشر الزمن العبوس ، وواسطة عقد الدهر ، وغرة جبهة العصر ، وطبع الحياة ورونق العمر ونزهة النواظر والقلوب والمشبه بصفة المحبوب ، فيه تأخذ الأرض بهجة زينتها وزخارفها ، وتبرز في حللها الأنيقة ومطارفها ، وتجلي في ملابسها السندسية ، وتضوع الآفاق بنفحاتها المسكية الذكية ، وفيه بعث النبات ونشوره ونضارة العيش ونوره ، كلما بسمت ثغوره بكى الغمام ، ومتى رقصت غصونه غنى لها الحمام ، ومتى انتظم نواره فاق اللآلئ في النظام ، فكأن أغصانه هيف قدود تتعاطى ميلاً وتأوداً ، وكأن شقيقه خدود زادها العتب نضارة وتورداً ، وكأن نرجسه عيون ينفث سحرها في العقد ، وكأن أقاحه ثغور تفتر عن طلع كالبرد ، وقد جالت دموع الطل في وجنات ورده الجني ، ولاح بنفسجه كالعذار في حسن الرواء ونضارة الري ، وقد باح نسيمه بسر الخزام ونبه أطياره نشر القداح والنمام ، قد اتخذت من عذبات الأغصان منابر ، وأغنت عن أصوات العيدان والمزاهر ، اعتدل فيه عمر الليل والنهار ، وأشبهت أرضه السماء بنجوم الأزهار ، فكأن الأرض فيه مرآة صقلتها يد الأنواء ، فانطبعت في جرمها صور كواكب السماء .
وقد وصفه الشعراء فأحسنوا في أوصافه وبالغوا في نعوت مجالسه وألطافه .
وها أنا أذكر ما جرت عادتي بذكر مثله في هذا المختصر ، وبالله جلت عظمته أستعين وعليه أتوكل .

383

نام کتاب : التذكرة الفخرية نویسنده : بهاء الدين المنشئ الأربلي    جلد : 1  صفحه : 383
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست