ولما عبثنَ بعيدانهنّ * قبيل التبلُّج أيقظنني أردنَ بذاكَ إصلاحهنَّ * فأصلحنهنَّ وأفسدنني وقال بعض المحدثين : أخٌ ما يزالُ الدهرُ يكسوك حلّةً * من البرّ لا تبلى على الطيّ والنشرِ يشوقك أحياناً غناءً وتارةً * حديثاً معانيه أدق من السحرِ له نبرات تطرب الصمّ لو دعا * بها الوحش لانقادت من السهل والوعرِ وقال آخر : إذا ما فاتن غنّت بصوتٍ * ترجّعه فويل للجيوبِ غناء تجتني الأسماع منه * ثماراً تجتني ثمر القلوبِ وأحسن من هذا جميعه قول القيسرانيّ في مغنٍّ وجماعة يرقصون : والله لو أنصف الأقوام أنفسهم * أعطوك ما ادخروا منها وما صانوا ما أنت حين تغنّي في مجالسهم * إلاّ نسيمُ صبا والقومُ أغصانُ وقد ظرف القائل : بيضاءُ يحضر طيب العيش ما حضرت * وإن نأت غاب عنك اللهوُ والفرحُ