ومن شعر الفلاسفة : شربنا على الصوتِ القديمِ مدامة * لكلّ قديمٍ أوّل هي أولُ فلو لم تكن في حيّزٍ قلتُ إنَّها * هي العلَّة الأولى التي لا تعللُ آخر وأحسن : وربَّ ليلٍ شربت فيه * وما استفزَّني العقارُ أجهل فيها مع الغواني * والجهل في مثلها وقارُ وقال آخر : ما العيش إلاّ في زمان الصبا * فإن تولَّى فزمان المدام كأس إذا ما الشيخ والى بها * خمساً تردى برداء الغلام وقد رأيت أن اقتصر على هذا المقدار من وصف الشراب وما قيل فيه فقد ذكرت ما يقتضيه الحال ، ويستحقه هذا المختصر . وها أنا أذكر ما قيل في تركه ومراعاة العقل وحراسته من عاديته حسبما يوصيه شرطي الاختصار وبالله أستعين وعليه أتوكل . قال الحيص بيص وهذا معنى ما أظنه سُبق إليه : لا تضع من شريف قوم وإنْ كن * ت مشاراً إليه بالتعظيمِ