وقال آخر :وصافيةٍ كعينِ الديكِ صرفٍ * تنسّي الشاربينَ لها العقولا إذا شربَ الفتى منها ثلاثاً * بغيرِ الماءِ حاولَ أنْ يطولا أبو تمام :بمدامةٍ تغدو المُنى لكؤوسِها * خولاً على السرَّاء والضرَّاءِ صعُبتْ فراضَ الماءُ سيِّئَ خلقِها * فتعلَّمتْ من حسنِ خلقِ الماءِ وكأنَّ زهرتها وبهجةَ كأسِها * نارٌ ونورٌ قُيِّدا بوعاءِ آخر :ومدامةٍ حمراءَ في قارورةٍ * زرقاءَ تحملها يدٌ بيضاءُ فالراحُ شمسٌ والحبابُ كواكبٌ * والكف قطبٌ والإناءُ سماءُ وقال أبو الهندي :رضيعُ مدام فارقَ الراحَ روحهُ * فظلّ عليها مستهلّ المدامعِ أديرا عليَّ الكأسَ إنِّي فقدتُها * كما فقدَ المفطومُ درَّ المراضعِ