responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التذكرة الفخرية نویسنده : بهاء الدين المنشئ الأربلي    جلد : 1  صفحه : 33


بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين أما بعد حمد الله الذي جاء بالأشياء معرفة وعلماً ، وجعل الإحسان في جواب طاعته حتماً ، وخلق الإنسان وعلَّمه البيان ، فوفر له منه حظاً وقسماً ، والصلاة والسلام على نبيه الذي هو أفصح من نطق بالضاد ، وأدقُّ فهماً ، القائل : إنَّ من البيان لسِحراً وإنَّ من الشعر لحُكماً صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه صلاة يعود لهم بها حَرب الأيام سِلماً ، ويكشف عن وجه الدهر ظُلَماً وظُلْماً .
وبعد فإنَّ الأدب لم يزل على قديم الوقت محبوباً ، وصاحبه على تباين الأحوال مقرَّباً مطلوباً ، وكان من أعظم آداب العرب الشعرُ ، الذي هو ديوان بيانهم وجامع إحسانهم ومقيِّد ذكر أيامهم وأنسابهم وحافظ أُصولهم وأحسابهم ، يعطرون بأرجه مجالس أنسهم ويعرفون به مزيّة يومهم على أمسهم ، ولهذا قال الطائي :
وإن العُلى ما لم يُرَ الشعر سنها * لكالأرض غُفْلاً ليس فيها معالمُ ولولا خِلالٌ سنَّها الشعْرُ ما درى * بغاةُ الندى من أين تُؤتى المكارمُ مَن رفعه الشعر ارتفع ، ومن وضعه الشعر اتَّضع ، يُبنى بالبيت من الشعر شرف الوضيع ويُهدم بالبيت الهجاء مجد الرفيع .
قال الزبرقان بن بدر كان سيد قومه غير مدافع هجاه الحطيئة بقوله :
دعِ المكارم لا تَرْحلْ لبُغْيتها * واقعُدْ فإنَّكَ أنتَ الطاعِمُ الكاسي

33

نام کتاب : التذكرة الفخرية نویسنده : بهاء الدين المنشئ الأربلي    جلد : 1  صفحه : 33
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست