نام کتاب : الأسرة وقضايا الزواج نویسنده : الدكتور علي القائمي جلد : 1 صفحه : 72
جاهز . . لماذا ولماذا ؟ ؟ غافلا عن أن الزوجة ومن وجهة نظر شرعية وقانونية ليس مكلفة أبدا بالقيام بهذه المهمات ، وأن تعهدها بذلك هو عمل إنساني نبيل تستحق من أجله التقدير والإجلال والثناء . وفي مقابل ذلك نرى نساء يعاملن أزواجهن كما لو كانوا عبيدا أذلاء يتحركون كما تتحرك بيارق الشطرنج وفق حساب معين أو أمر معين أو نهي محدد ، فإن كان الزوج فقيرا ذكرته بذلك مرارا وتكرارا وأشارت إلى ثرائها وغناها ومنت بالحياة معه . إن مثل هكذا ممارسات لا تتفق مع حقيقة الإنسانية وأصول وأسس الحياة المشتركة التي يدل اسمها على الاشتراك في كل شئ . سوء الخلق : إن سوء الخلق والفظاظة في التعامل وعدم تحمل الآخرين يقف وراء الكثير من المشاكل والنزاعات التي تعصف بالحياة الأسرية ، بل يمكن القول بأنها نار مجنونة تلتهم الأخضر واليابس وتحوله إلى هشيم تذروه الرياح . لقد أثبتت الدراسات إن سوء الخلق والإساءة في التعامل وعدم التحمل يؤدي إلى الشيخوخة حيث يغزوه الشيب قبل وقته ، كما أثبتت البحوث أيضا أن أكثر أمراض القلب وأمراض العصبية إنما تنشأ بسبب النزاعات وعدم التحمل ، خاصة لدى الأزواج المغامرين ، إضافة إلى أن الحياة تفقد معناها إذا تحولت إلى جحيم مستعرة بسبب هذه الأخلاق . إن الأجواء المتشنجة والمتوترة التي يصنعها التعامل الفظ ، والأساليب القمعية في الأسرة تعرض الأطفال إلى خطر كبير ، حيث تتأثر نفوسهم الغضة ويصيبهم الدمار الذي لا يمكن إصلاحه ، كما يفقدهم الشعور بالطمأنينة التي هي أكبر حاجة لتنشئة الطفل نشأة سليمة ، هذا إذا لم يحدث الانفصال الذي يعرض الأطفال إلى أخطار حقيقية مدمرة ، وقد يسلمهم إلى الضياع والشوارع والليل .
72
نام کتاب : الأسرة وقضايا الزواج نویسنده : الدكتور علي القائمي جلد : 1 صفحه : 72