نام کتاب : الأسرة وقضايا الزواج نویسنده : الدكتور علي القائمي جلد : 1 صفحه : 137
تضييق الخناق : لا يسفر النزاع في الحياة الزوجية إلا عن الألم والعذاب للطرفين ناهيك عن التقصير في أداء الواجب وضياع الحق ، وإذا بالمنزل الذي ينبغي أن يتحول إلى عش دافئ يصبح جحيما يحرق الزوجين ويدفعهما إلى الفرار والخلاص ، وما أكثر الذين دفعهم هذا الإحساس إلى الإقدام على أعمال هي في حقيقتها ردود فعل متشنجة لا تخلف سوى المرارة والألم . تقاليد جاهلية : بالرغم من التقدم الذي أحرزته البشرية في عصرنا الراهن ، إلا أننا ما نزال نشهد في السلوك الإنساني عادات جاهلية ومظاهر متخلفة تدعو إلى التأمل ، فما زال البعض يتصرف انطلاقا من قانون الأقوى أو قانون الغابة أو البقاء للأقوى ، إلى غير ذلك من العادات الجاهلية . ويتجلى قبح مثل هذه التصرفات في محيط الأسرة عندما يتحول الرجل - مثلا - إلى جلاد أو سجان أو حاكم مستبد ، وعندها تنزوي كل الأشياء الجميلة في البيت الذي يتحول إلى مجرد سجن أو قفص يحلم ساكنوه بالخلاص منه ، ولا ننسى هنا المواقف المتشنجة التي يبديها الضحية والتي تزيد من تعقيد الأوضاع وتزيدها مأسوية . وإذا كنا مسلمين حقا فيجب أن نجعل ديننا مثلا أعلى لثقافتنا ، وأن نزيح عن طريقنا كل العادات الجاهلية التي تصطدم مع السنن الإلهية والأخلاقية السامية . الضرب : إن ما يدعو للتأسف والمرارة هو وجود بعض الأزواج من الذين يفتقدون الشعور بالمسؤولية والذين لا يجدون أو يجيدون وسيلة للتفاهم مع شركاء حياتهم سوى الضرب جاعلين من البيت حلبة للملاكمة . إن هذه التصرفات تتنافى مع إنسانية الإنسان ، إضافة إلى تناقضها مع ديننا كمسلمين لنا في رسول الله والأئمة من أهل بيته أسوة حسنة .
137
نام کتاب : الأسرة وقضايا الزواج نویسنده : الدكتور علي القائمي جلد : 1 صفحه : 137