نام کتاب : آداب الأسرة في الإسلام نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 74
باسمه ، ولا يمشي بين يديه ، ولا يجلس قبله ، ولا يستسب له ( 1 ) . ومعنى ( لا يستسب له ) أي لا يفعل ما يصير سببا لسب الناس له . وقدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بر الوالدة على بر الوالد لأنها أكثر منه في تحمل العناء من أجل الأولاد في الحمل والولادة والرضاع ، عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : يا رسول الله ، من أبر ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : أمك ، قال ثم من ؟ قال : أباك ( 2 ) . وكانت سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائمة على تكريم من يبر والديه ، فقد أتته أخته من الرضاعة ، فلما نظر إليها سر بها وبسط ملحفته لها فأجلسها عليها ، ثم أقبل يحدثها ويضحك في وجهها ، ثم قامت وذهبت وجاء أخوها ، فلم يصنع به ما صنع بها ، فقيل له : يا رسول الله ، صنعت بأخته ما لم تصنع به وهو رجل ؟ ! فقال صلى الله عليه وآله وسلم : لأنها كانت أبر بوالديها منه ( 3 ) . وقدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طاعة الوالدين على الجهاد ، ففي رواية جاءه رجل وقال : يا رسول الله ، إن لي والدين كبيرين يزعمان أنهما يأنسان بي ويكرهان خروجي ؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم : فقر مع والديك ، فوالذي نفسي بيده لأنسهما بك يوما وليلة خير من جهاد سنة ( 4 ) . وورد في الحديث أنه يجب بر الوالدين وإن كانا فاجرين ، قال الإمام